واصل طيران نظام بشار الأسد أول من أمس، ارتكاب المجازر في حلب لليوم الثالث على التوالي، إذ قتل 39 مدنيا على الأقل بينهم 17 طفلا وثلاث نساء في مجازر نفذتها طائرات ومروحيات النظام التي قصفت بالصواريخ والبراميل المتفجرة مناطق في قريتي خلصة والعيس وبلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.وقال المرصد إن بين القتلى الأطفال "ثمانية أشقاء، إضافة إلى شقيقين من عائلة أخرى"، لافتا إلى أن القصف الجوي أدى إلى "إصابة عشرات المدنيين بجروح، بعضهم في حالة خطرة وإصاباتهم بالغة". يأتي ذلك، في وقت أظهرت فيه تسجيلات فيديو نُشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت مقاتلين من المعارضة السورية أثناء هجومهم نقطة تفتيش الفنار على جبل الأربعين، وكذلك تمشيطهم منطقة حاجز الجمعيات ومباني في جبل الأربعين بعد اشتباكات مع قوات الأسد، أسفرت عن مقتل العشرات من الجانبين.في الغضون، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عناصر تنظيم داعش قتلوا أول من أمس، 70 على الأقل من أفراد قوات الأسد في هجوم كبير على مناطق تسيطر عليها في محافظة حمص وسط سورية، وإن 40 عنصرا من التنظيم قتلوا كذلك، مشيرا إلى اقتراب تنظيم داعش من مدينة تدمر الأثرية.وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "تدمر باتت مهددة من مقاتلي التنظيم الذين أصبحوا على بعد كيلومترين من المدينة"، مشيرا إلى أن "الاشتباكات تدور حاليا في محيط تدمر من الجهة الشرقية".وأشار المرصد إلى أن تنظيم "داعش" تمكن أمس من السيطرة على بلدة السخنة التي تقع على طريق سريع يربط محافظة دير الزور "شرق"، أحد معاقل "داعش" بمدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام، ولفت المرصد إلى أن التنظيم أعدم 26 مدنيا أمس قرب مدينة تدمر الأثرية، وأقدم عناصره على قطع رؤوس عشرة منهم. فيما أعلن التنظيم على مواقع إلكترونية "تحرير مدينة السخنة بشكل كامل، ما أدى إلى فتح الطريق الدولي بين ولايتي حمص والخير"، وهي التسمية التي يطلقها على محافظة دير الزور. بدورها، قالت مصادر إن "1800 عائلة من بلدة السخنة فرت إلى مدينة تدمر" إثر احتدام الاشتباكات، لافتا إلى إيواء العائلات النازحة في ثلاثة مراكز في المدينة، فيما أكد المرصد السوري، أن من بين العائلات النازحة، عائلات الضباط المقيمة في مساكن مخصصة للضباط تقع شرق تدمر.وعلى الصعيد السياسي، وفيما أعلن 30 فصيلا من المعارضة السورية رفضهم حضور مفاوضات للأمم المتحدة في جنيف التي يشرف عليها المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا الذي اتهم من قبل هذه الفصائل بالتخلي عن الحياد و"الوقوف إلى جانب طرف دون الآخر"، قال مصدر ديبلوماسي روسي مطلع، أن مشاورات ثنائية خاصة ستعقد بين خبراء روس وأميركيين حول تسوية القضية السورية في موسكو، يوم الاثنين المقبل. وأشار المصدر في تصريحات صحفية إلى أن "الطرفين يعولان على مناقشة المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية في سورية، بشكل أكثر تفصيلا وعمقا"، لافتا إلى حرص الطرفين على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بينهما، من أجل بحث كثير من المواضيع الدولية التي يتعين على البلدين معالجتها بشكل فوري.