في إدانة دولية جديدة دعت هيومن رايتس ووتش جماعة الحوثيين في اليمن إلى التوقف عن استخدام الصواريخ غير الموجهة في قصف مناطق آهلة بالسكان في جنوب المملكة العربية السعودية. مشيرة إلى أن مثل هذه التصرفات ترقى إلى اعتبارها جرائم حرب. وقالت المنظمة الحقوقية الدولية في بيان رسمي أصدرته أمس، إن قصفا حوثيا عشوائيا بعشرات الصواريخ استهدف في الخامس من الشهر الجاري جنوب المملكة، ما تسبب بمقتل عدد من الأشخاص وإصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح. مشيرة إلى أن استهداف المدنيين بمثل هذه الصواريخ من الأمور المحرمة، بموجب القوانين الدولية والإنسانية، وأن مرتكبها لا بد أن يقف أمام العدالة الدولية ليأخذ جزاءه. ونقلت المنظمة عن سكان من مدينة نجران شهادات أكدت روايات الحكومة ووسائل الإعلام المتعلقة بالأضرار التي ألحقها القصف الحوثي بمنشآت مدنية في المدينة. ولفت تقرير المنظمة الصادر اليوم أن الصواريخ غير الموجهة التي يستخدمها الحوثيون لا تستطيع استهداف أهداف عسكرية "بأي قدر من الدقة"، كما أنها "بطبيعتها العشوائية عديمة التمييز". وخلص التقرير إلى أن استخدامها ضد المناطق السكنية يتسبب في انتهاك قوانين الحرب، "وقد يرقى استخدامها إلى جرائم الحرب". وقالت سارة ليا وتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة: "يتعين على القادة الحوثيين الكف عن شن هجمات عشوائية، وإلا فسيواجهون تهم ارتكاب جرائم حرب". وطال القصف الحوثي وفق ما نقلته المنظمة الحقوقية عن شهود عيان مستشفى ميدانيا، فضلا عن منازل ومدارس، كما تسبب في مقتل عدد من المدنيين. وباشرت السلطات السعودية تقديم يد العون لكل المتأثرين، ووجهت السلطات المختصة كل المؤسسات الطبية لاستقبال الحالات المتضررة، وتقديم العلاج لها، وإيواء المدنيين الذين تضررت منازلهم. ودعت لياوتسن الحوثيين إلى التقيد بالقوانين الإنسانية والدولية، كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى ممارسة الضغوط عليهم، وإرغامهم على التقيد باحترام الهدنة الإنسانية التي دعت لها المملكة ودخلت حيز التنفيذ ليل أول من أمس، مشيرة إلى أن المدنيين اليمنيين يعانون من انعدام السلع الأساسية والمواد الضرورية، إضافة إلى معاناتهم من انقطاع الكهرباء، وشح المياه الصالحة للشرب. وكذلك التناقص الحاد في الإمدادات الطبية والأدوية المنقذة للحياة. وتابعت بالقول إن حرمان المدنيين من مقومات الحياة، قد يشكل بدوره جريمة ضد الإنسانية، بوصفه أحد المداخل للإبادة الجماعية. وقالت إن المبعوث الدولي الجديد إسماعيل ولد الشيخ الذي يوجد في الوقت الحالي في صنعاء يبحث في كيفية جعل الهدنة الإنسانية مستمرة لأطول وقت ممكن، والبحث عن سبل حل الأزمة بصورة جذرية من خلال العودة لطاولة الحوار.