في قصف جوي مركّز، دمرت غارات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية مواقع المتمردين الحوثيين في أماكن عسكرية عدة، في فج عطان بصنعاء، ومطار الحديدة العسكري، إضافة إلى تجمعات الإرهابيين الحوثيين في عدن وتعز. يأتي ذلك فيما واصلت المقاومة الشعبية في عدد من المدن مثل عدن وتعز ومأرب وشبوة التصدي لمحاولات الإرهابيين التوغل في أماكنها، إذ ردتهم وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. وجدد طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع عسكرية يسيطر عليها الحوثيون في العاصمة صنعاء، إذ شنت المقاتلات في وقت باكر غارات جوية استهدفت موقع "فج عطان" الذي يضم ألوية الصواريخ الباليستية في الجنوب الغربي للعاصمة، ما أحدث انفجارات عنيفة سمع صوتها في أماكن بعيدة، وذلك وسط إطلاق كثيف للمضادات الأرضية. وأشارت مصادر أمنية، رفضت الكشف عن اسمها، إلى أن أصوات الانفجارات العنيفة تدل على انفجار أعداد كبيرة من الصواريخ. وفي الحديدة، قالت مصادر إعلامية إن مقاتلات التحالف استهدفت في وقت باكر فجر أمس، بخمس غارات جوية مواقع للدفاع الجوي والطيران في المطار العسكري، وإن الدخان تصاعد من المواقع التي تم قصفها، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وأضافت المصادر، إن المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح اضطرت إلى الهرب من المكان تحت شدة وطأة القصف الذي دمر الأماكن المستهدفة بصورة تامة. وعلى صعيد عدن، أشارت مصادر محلية إلى أن غارات مماثلة شنتها طائرات التحالف على مواقع المتمردين الحوثيين، استهدفت بشكل خاص محيط مطار عدن، وضاحية خور مكسر، وحي التواهي، ما أسفر عن مصرع عشرات الانقلابيين وإصابة آخرين بجروح. وعلى صعيد الوضع الميداني على الأرض، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي المقاومة الشعبية وميليشيات التمرد الحوثي، المدعومة بفلول المخلوع في منطقة دار سعد بمدينة عدن، وأشار سكان محليون إلى مصرع 18 حوثيا وإصابة عشرات آخرين، مضيفين، أن الانقلابيين قصفوا بشكل عشوائي الأحياء السكنية أثناء هجومهم على حي التواهي بعد معارك شرسة مع المقاومة الشعبية. وفي تعز، اندلعت اشتباكات عنيفة بمنطقة الزنقل غرب المدينة، حيث تصدت المقاومة الشعبية لمحاولات المتمردين وقوات صالح التقدم نحو مواقع تسيطر عليها المقاومة في المنطقة. كما شهدت أحياء عدة مواجهات بين الجانبين، كان أعنفها بحي الجمهوري، حيث أطلقت قوات الحوثيين قذائف من قلعة القاهرة باتجاه الحي، ما أصاب مساكن مدنية عدة بأضرار بالغة. كما قصف المتمردون أحياء أخرى بالمدينة، أبرزها المسبح والروضة وجولة المرور، ما أوقع قتلى وجرحى من المدنيين، وفقا لمصادر محلية في تعز. أما في شبوة، اندلعت اشتباكات بين المقاومة الشعبية والانقلابيين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، استمرت ساعات عدة على مشارف مدينة عتق مركز المحافظة، وأضافت مصادر أن المقاومة بدأت تضيق الخناق على الحوثيين من جهات عدة، بعد أن سيطرت على خطوط الإمداد من وإلى المدينة. في سياق متصل، دانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ميليشيات الحوثي وحلفاءها في اليمن، مشيرة إلى أنهم ارتكبوا جرائم حرب ضد المدنيين، من خلال عمليات القصف والخطف التي ترتكبها. وطالبت المنظمة المتمردين الحوثيين بالعمل على ضرورة تجنيب المدنيين آثار الصراع القائم في البلاد، خصوصا في مدينة عدن. وكشفت المنظمة أن المدنيين في عدنالمدينة الثانية في البلاد يواجهون أوضاعا مأساوية، مطالبة الحوثيين بالابتعاد عن استهداف المدنيين.