في خطوة عملية لإعادة تشكيل الجيش اليمني بصورة جديدة بالكامل، أعلنت المقاومة الشعبية في محافظة تعز تشكيل مجلس عسكري من القيادات العسكرية الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، من أجل الدفاع عن المحافظة وتحريرها من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وهو ما عده مراقبون خطوة كبيرة على صعيد توحيد كيان المقاومة الشعبية، ووضع نواة عسكرية لتخليص الجيش اليمني من الولاءات المذهبية والمناطقية التي زرعها المخلوع. وقال رئيس المجلس، وقائد اللواء 22 ميكا، العميد صادق سرحان، إن المجلس سيكون نواة للقوات المسلحة في المستقبل. مشيرا إلى أن الظروف التي تمر بها تعز استدعت منهم تشكيل المجلس، للحد من ممارسات من وصفهم بالمتمردين على الشرعية، وتنظيم المقاومة العسكرية والشعبية. وأضاف سرحان أن أولى مهمات المجلس تتمثل في "دحر العدوان على المحافظة الذي تنفذه عصابات الانقلاب على الشرعية، وتقوم بالاعتداء على المواطنين بصورة وحشية وهمجية، وارتكاب جرائم إبادة في حق المواطنين"، ودعا أبناء المحافظة للوقوف إلى جانبه لتنفيذ مهماته بنجاح. ويضم المجلس في عضويته قائد اللواء 35 مدرع، العميد الركن عدنان الحمادي، والقائد الأسبق للواء، العميد الركن يوسف الشراجي، وقائد اللواء 17 مشاة بالمخا، العميد الركن عبدالرحمن شمسان، إضافة إلى قائد المقاومة الشعبية، الشيخ حمود سعيد المخلافي. ويأتي تشكيل المجلس بعد تمكن المقاومة من السيطرة على عدد من المواقع العسكرية في تعز، وتعزيزا لمجلس تنسيق المقاومة الشعبية الذي تم تشكيله بداية الشهر الجاري، إضافة إلى تعيين رئيس جديد لهيئة الأركان ونائب له. ويرى العميد متقاعد محسن صادق أن هذه الخطوة تعد تقدما كبيرا على صعيد إعادة تكوين الجيش اليمني على أسس قومية، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن"، "تكتسب هذه الخطوة أبعادا مهمة، وتصب في مصلحة الشعب اليمني كله، فمن جانب ستؤدي إلى توحيد جهود المقاومة الشعبية ضد قوى التمرد الحوثي، وأتوقع أن تظهر نتائج هذا العمل على صعيد العمليات الدائرة على الأرض في المستقبل القريب. لأن المقاومين في عدد من المدن اليمنية، لا سيما تعز وعدن هم من الذين حملوا السلاح للمرة الأولى في تاريخهم، ".