وسط التطور والاهتمام الكبير بالشأن الرياضي في مناطق ومحافظات المملكة، ورغم وجود ثلاثة أندية رسمية تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب في منطقة الباحة وهي العين بمحافظة الأطاولة والحجاز ببلجرشي والباحة بمدينة الباحة، تبقى المنطقة ومنذ سنوات ليست بالقليلة خارج خريطة المجال الرياضي المحلي حتى كاد أن يطويها النسيان، في حال مستغربة دفعت "الوطن" إلى تقصي ما يحدث من خلال عدد من المهتمين بالشأن الرياضي هناك، في محاولة لمعرفة حقيقة هذا الإهمال الذي طال هذه المنطقة رياضيا وهي التي اشتهرت بتصدير أسماء نالت النجومية وحققت الكثير من الإنجازات لأنديتها وللوطن. دعم شحيح جدا في البداية أوضح مدير المركز الإعلامي بنادي العين الرياضي والمهتم بالشأن الرياضي في المنطقة، أحمد راشد أن أندية الباحة الثلاثة تشارك في دوري الدرجة الثالثة، مبينا أن الإنجاز الوحيد الذي تحقق هو صعود العين للدرجة الثانية لموسمين متتاليين قبل هبوطه لمصاف أندية الدرجة الثالثة مرة أخرى بسبب قلة الدعم المادي، مضيفا "أندية الباحة تعاني ومنذ سنين من ندرة الدعم المادي السنوي من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبمبلغ زهيد جدا لا يتجاوز 15 ألف ريال"، مؤكدا أن المبلغ لا يغطي 10% مما تصرفه الأندية بالمنطقة على منسوبيها والألعاب المسجلة بها، من كرة القدم بجميع درجاتها الأولى والأولمبي والشباب والناشئين وبقية الألعاب وأهمها كرة الطائرة واليد والتنس وألعاب القوى، مشددا على أن غياب منشآت الأندية الرياضية بالمنطقة أجبرها على اللجوء إلى مبان مستأجرة أو أخرى تم تنفيذها بشكل مبسط، كاشفا أن نادي الحجاز هو الوحيد الذي يجري العمل حاليا على تنفيذ منشأة متكاملة له، مضيفا أن إدارات الأندية "تعتمد بطاقم تطوعي ولا يحق لأعضائها تقاضي أي مقابل مادي لقاء عملهم وهذا نظام الرئاسة العامة لرعاية الشباب مما يدفع الكثير إلى العزوف عن العمل في إدارات أندية المنطقة"، مختتما "دعم رجال الأعمال في المنطقة للأندية شحيح جدا ولا يكاد يوازي ما يقدمه نظراؤهم في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى عدم وجود تعاون بين الجهات الحكومية والأندية الرياضية بالمنطقة بالشكل المأمول". مؤسسات خيرية من جهتهم، عبر عدد من المهتمين بالرياضة في المنطقة عن استيائهم للحال الذي وصلت إليه أندية المنطقة حيث شبه مسفر الغامدي "مدرب رياضي" أن الأندية الرياضية في الباحة أصبحت مثل "المؤسسات الخيرية يديرها أشخاص متطوعون من أهل المنطقة"، مضيفا "رغم وجود تلك الأندية تحت مظلة الاتحاد السعودي إلا أنها ما زالت تعاني من قلة الدعم المادي والمعنوي، سواء من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو المسؤولين ورجال أعمال المنطقة"، فيما بين متعب عبدالله "معلم رياضة" أن أندية الباحة "مجرد اسم على ورق"، مبينا أن تلك الأندية توجد في مبان سكنية مستأجرة وصالاتها الرياضية في غرف صغيرة ولا تمتلك ملاعب رياضية خاصة بها، متسائلا في الوقت ذاته عن دور الرئاسة العامة في دعمها لأندية الباحة وعدم وجود لجان من قبلهم للوقوف على حاجات تلك الأندية، واعتبر رائد مغرم وهو أحد الشباب المهتمين بالرياضة أن الباحة تملك مواهب رياضية شابة، خاصة في مجال كرة القدم، بيد أنهم لم يجدوا من يهتم بهم ودعمهم في صقل مواهبهم ليمثلوا أندية منطقتهم فتوجه بعضهم لأندية خارج الباحة، كالأهلي والتعاون ونجران في ضمهم والاستفادة من مواهبهم.