تسبب مئات من الشباب في إحداث شغب بالقرب من مجمع الراشد مول أحد المجمعات الكبرى في المدينةالمنورة مساء أول من أمس، تزامنا مع الاحتفال باليوم الوطني. واضطرت الجهات الأمنية إلى منع العوائل من مغادرة أسوار المجمع التجاري حماية لهم. وعلى الرغم من التواجد الأمني والمروري بالقرب من المجمع مع المساندة من فرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أن كثافة الشباب والتي زادت عن 3 آلاف شاب، ساهمت في عدم قدرة الفرق الأمنية المتواجدة على تفريقهم. وبدأت أعمال الشغب، طبقا لما رصدته "الوطن" في التاسعة مساء بعد أن رفضت الحراسات الأمنية بالمجمع دخول الشباب، مما تسبب في حدوث مشاجرات تطورت إلى تهشيم بعض واجهات المجمع والسيارات، وتكسير البوابات والاعتداء على بعض العوائل، والعمالة الموجودة في مواقف المجمع. وساهمت التعزيزات الأمنية بالموقع في خروج الشباب خارج أسوار المجمع رغم كثافة المتجمهرين التي أوقفت حركة السير في الاتجاهين على الطريق الدائري الثاني لمدة تجاوزت الثلاث ساعات. وانهالت الاتصالات على عمليات الشرطة، مستنجدة بعد أن حدث ما يشبه الانفلات الأمني في الموقع استمر حتى الثانية فجرا، ولم تتمكن قوات الأمن والمناسبات من تفريق المتجمهرين والسيطرة على الوضع لحظة وصولها لكثرتهم. حيث قوبلت الفرق الأمنية بالرشق بالحجارة، إضافة إلى تهشيم زجاج قرابة 50 سيارة بما فيها سيارات الدوريات الأمنية والشرطة، إضافة إلى تعرض عدد من المقيمين لإصابات جراء الرشق بالحجارة. وشاهدت "الوطن" مجموعة من الشباب وهم يسطون على سيارات شركات التوزيع والمطاعم، إضافة إلى محاولة بعضهم مضايقة سيارات العوائل المارة بعد إيقافها. إلى ذلك تعرض أحد المواطنين للدهس جراء الازدحام الذي شهدته أغلب الطرق، فيما ما زال المتسبب مجهولا، كما تعرض أحد المواطنين "17 عاما" للاختطاف، والإركاب الجبري في سيارة عدد من الشبان. وذلك قبل أن يتمكن الشاب من الفرار. وشوهد عدد من القيادات الأمنية والمرورية تتواجد في الموقع قرابة الواحدة فجرا للحفاظ على العشرات من العائلات داخل أسوار المجمع، ومنعها من المغادرة إلى منازلها حتى السيطرة على الوضع. وتابع وكيل إمارة منطقة المدينةالمنورة سليمان الجريش الأوضاع الأمنية في عدد من المجمعات التجارية. وذلك على إثر ورود عدد من حالات الاستياء والشكاوى من قبل مواطنين تعرضت عوائلهم لمضايقات وتحرشات في تلك المجمعات، الأمر الذي لم تفلح معه جهود الأجهزة الأمنية في السيطرة على الموقف خاصة في أسواق الراشد مول والحسن مول. ووصف مدير مرور منطقة المدينةالمنورة العميد سراج الكمال، خلال حديثه في الموقع ل"الوطن" الوضع بالصعب أثناء تفريق المتجمهرين لاستخدامهم الحجارة والعصي، ورشقهم رجال الأمن أثناء محاولة تفريقهم. مؤكدا طلب فرق تعزيز ومساندة من قبل قوات الطوارئ الخاصة. ولم يكشف العميد سراج الأضرار التي نجمت عن الحادث. مكتفيا بالقول: إنه ستتم السيطرة على الوضع خلال بضع دقائق. من جهته قلل مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء عوض السرحاني من الخسائر والأضرار التي لحقت بسيارات المواطنين والفرق الأمنية. مبينا أن عدد السيارات المتعرضة للتهشيم بما فيها سيارات الفرق الأمنية لم يتجاوز 20 سيارة. وأوضح ل"الوطن" استيقاف مجموعة من الشباب المتورطين في القيام بهذه الأعمال، وأنه يجري التحقيق معهم. وعن ضعف التواجد الأمني في مثل هذه المواقع، قال اللواء السرحاني: "جميع المجمعات التجارية في المنطقة والمواقع الحيوية، والشوارع الرئيسية غطيت وفق خطة معدة في وقت سابق، إلا أن كثافة الزائرين للمجمع التجاري التي وقعت الأحداث بالقرب منه فاقت العدد المتوقع، حيث بلغ عدد الزائرين له مساء أول من أمس نحو 39 ألف زائر". وأكد عدم وقوع إصابات في صفوف رجال الأمن أو المواطنين خلال الفوضى. من جانبه، بين الناطق الإعلامي لشرطة المدينةالمنورة العميد محسن الردادي نشوء العديد من التجمعات لأعداد من الشباب أمام المجمعات التجارية، وقال "تلك التجمعات التي حدثت سرعان ما تطورت إلى قيام البعض منهم برشق سيارات المواطنين والجهات الأمنية بالحجارة حيث حدثت بعض التلفيات لتلك السيارات". وأشار العميد الردادي إلى أن الجهات الأمنية قابلت ذلك الموقف بالحزم حيث تم التحفظ على 8 أحداث ممن قاموا بتلك التصرفات، وما زالوا رهن التحقيق وذلك لتطبيق النظام بحقهم نتيجة لما بدر منهم، فيما بلغ عدد السيارات التي تعرضت للتكسير والتهشيم 18 مركبة ما بين سيارات تعود ملكيتها للمواطنين أو للجهات الأمنية.