في أحدث اعتداء على أموال اليمنيين ولمقابلة الأزمة المالية الحادة التي تعانيها قوى التمرد والانقلاب، شرعت جماعة الحوثي في جمع الزكاة من اليمنيين، وأرغموا المواطنين الذين يقطنون في مناطق تقع تحت نفوذهم على تسليم الزكاة لقادة حوثيين بدلا من الجهات الرسمية المعروفة والمخولة بجمع أموال الزكاة والأوقاف. وأكدت مصادر محلية ل"الوطن" أن الحوثيين في كل من محافظتي صعدة وعمران يقومون بدور إدارة الواجبات الزكوية، ويسلبونها مهماتها من خلال تنصيب عدد من مسلحيهم في المديريات والقرى الواقعة في تلكما المحافظتين ويسمونهم باسم "المسؤول المالي"، ليقوموا بمهمات جمع الزكوات من المواطنين بالقوة. وذكر مسؤول في المكاتب التنفيذية لتلك المحافظتين، في تصريح ل"الوطن" أن إدارة الواجبات المفترض أن تقوم بمهمات جمع الزكاة وقطع سندات استلام للمواطنين بها، بات وجودها مجرد شكلي فقط، منذ سيطرة الحوثيين على محافظة صعدة عام 2011، وسيطروا على محافظة عمران في العام الماضي. وأضاف "ميليشيات الحوثي تُجبر المواطنين على تسليمها أموال الزكاة، سواء كانت تلك الزكوات مبالغ مالية أو أشياء عينية، ولم تعد خزينة الدولة التي يسيطرون عليها تستقبل ريالا واحدا من هذا المورد الذي كان يعد موردا ضخما وأساسيا". مشيرا إلى أن المتمردين يقومون بتصرفهم هذا بمخالفة قانونية ودستورية، كون الجهات المختصة فقط هي التي يحق لها إدارة أموال الزكاة والأوقاف، وليست ميليشيات انقلابية. واعتبر المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، جباية الحوثيين للزكاة ستشكل موردا ماليا بملايين الريالات لجماعة تقتل اليمنيين، خصوصا أن ما يجمعونه من تلك الأموال لا يذهب إلى المصارف الشرعية لها، وإنما يوزعونها على ميليشياتهم، ويخصصونها لشراء الأسلحة وذمم ضعفاء النفوس. بدوره، أكد مصدر في إدارة الواجبات بمحافظة عمران ما أورده المسؤول المحلي، وقال إن بعض مديريات محافظة عمران، مثل "حرف سفيان"، كانت من أكبر المديريات على مستوى الجمهورية تحصيلا للزكاة، باعتبارها منطقة زراعية خصبة، وكان إجمالي ما تستلمه الجهات الرسمية منها في العام الواحد يتجاوز 200 مليون ريال، لكن بعد سيطرة الميليشيات الحوثية أصبحت أقل المديريات تحصيلا، حيث لا تبلغ ما تدفعه في العام 5 ملايين ريال. وتساءل المصدر عن بقية المبالغ التي كانت تُورد في السابق، وقال "ما هو مصيرها؟ وفيم ستستخدمها ميليشيات الحوثي الانقلابية؟ فهذه الأموال كانت تعول مئات الأسر الفقيرة المنتشرة في كل أنحاء البلاد". وفور سيطرة الحوثيين على محافظتي صعدة وعمران باشروا بتغيير مديري مكاتب مختلفة، من بينها مديرو مكاتب الواجبات، لكن على الرغم من توليهم هذه الإدارة، كان هدفهم من ذلك هو تعطيل عملها تماما، ليتولوا هم مسؤولية جمع الأموال وتوريدها إلى قيادة الجماعة، ممثلة في زعيمها المتمرد عبدالملك الحوثي.