في ظل التصعيد الميداني، الذي تقوم به جماعة أنصار الله (الحوثيون) وسيطرتها على محافظتين، وسعيها إلى السيطرة على محافظة ثالثة، إضافة الى العاصمة صنعاء، يتساءل الكثيرون عن مصادر تمويل الجماعة، التي يجعلها قادرة على التمدد على الأرض وفرض سيطرتها من خلال المال والسلاح. ويقول تحقيق "العربي الجديد" اللندنية، أن الجماعة، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، نشأت عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال اليمن)، وبين القوات الحكومية، خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين. وفي مناسبات متفرقة واصل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اتهام إيران بدعم الحوثيين، بطريقة مباشرة، للتمرد على الدولة وإعاقة التسوية السياسية الحاصلة في البلاد بين الأطراف المتنازعة بعد ثورة الشباب 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، الذي استمر في الحكم 33 عاماً. وترى القيادة اليمنية، أن إيران تعد الممول الأبرز للحوثيين عبر دعمهم في إطلاق قنوات فضائية صادرة من بيروت، وكذا دعمهم بالسلاح عبر البحر من خلال منفذ "ميدي" المحاذي للحدود السعودية. ويقول الخبير اليمني، عبد الناصر المودع، في تصريحات ل "العربي الجديد"، إنه من الصعب معرفة حجم تمويل الجماعة، لكنه قدره بمليارات الدولارات. وأضاف "هذا التمويل يتم وفق قنوات سرية، ويمكن القول إن ايران بأذرعها المختلفة التي تشمل جهات رسمية ومؤسسات دينية وجمعيات خيرية، هي الممول الرئيس للجماعة". وهناك مصادر تمويل أخرى، وفقاً للخبير، حيث يسيطر الحوثيون على محافظتين تقريباً وتجبي جزءاً من دخلها على شكل أتاوات من المواطنين تحت مسمى"الزكاة" أو "دعم المجاهدين"، وكذا الاستيلاء على إيرادات المحافظات التي يستولون عليها وقيامها بواجب الدولة في تحصيل تلك الإيرادات. واتهمت منظمات مجتمع مدني وحقوقيون في صعدة جماعة الحوثيين، القيام بفرض أتاوات على المواطنين في المحافظة، والاستيلاء على إيرادات الزكاة وبقية الإيرادات الحكومية، التي يقدرها مصدر رسمي ل "العربي الجديد" بقرابة عشرة ملايين دولار سنوياً. وكان نائب وزير الإدارة المحلية في حكومة الوفاق الوطني، عبد الرقيب سيف، أكد في أغسطس/آب الماضي، أن إيرادات الزكاة في محافظة صعدة لا تصل إلى الحكومة وبأن الحوثيين يسيطرون عليها بالكامل. ويتخذ الحوثيون في الأساس من محافظة صعدة (شمالي البلاد) معقلاً رئيسياً لهم، إلا أنهم تمكنوا من توسيع مناطق سيطرتهم خلال العام الجاري، فقاموا بإسقاط محافظة عمران، بصورة مفاجئة، ويستميتون حالياً من أجل إسقاط محافظة الجوف النفطية، على الحدود السعودية، فضلاً عن خوضهم حرباً طاحنة في العاصمة من أجل إسقاطها. لكن عضو المجلس السياسي لحركة الحوثيين، ضيف الله الشامي، نفى تلقي الحركة دعماً مالياً من إيران.