بدأ قادة التمرد الحوثي في استغلال الأزمة الإنسانية في اليمن، لتحقيق أهداف ذاتية والتربح من خلال بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء، بعد أن شخ المعروض منها في محطات الوقود، بسبب استيلاء الحوثيين على كامل كميات البترول الموجودة في البلاد، وتوجيهها إلى مجهودهم الحربي العدواني. ولأن غالبية اليمنيين يحلمون بالحصول على بضعة لترات من الوقود، من خلال الاصطفاف بسياراتهم ومركباتهم في صفوف طويلة أمام محطات البترول، ما يدفعهم إلى المبيت أمام المحطات لأيام عدة. وفي المقابل بدأ كثير من قادة الميليشيات المسلحة في عرض كميات من النفط للبيع في السوق السوداء، بأضعاف مضاعفة لسعرها الأصلي. وأفادت مصادر متطابقة ل"الوطن" عن قيام قادة حوثيين وموالين لهم من حزب الرئيس المخلوع، يتولون قيادة مجاميع مسلحة من أطقم عدة، بإجبار مالكي بعض محطات التوزيع الذين يملكون مخزونا احتياطيا يبيعونه إلى الناس، على منحهم نصف الكمية الموجودة، فيما النصف الآخر فقط هو الذي يتم بيعه للمواطنين. ومن شأن هذا الأسلوب أن يزيد الوضع مأساوية، بسبب زيادة نسبة العجز من المشتقات في السوق المحلية التي هي موجودة أصلا منذ أكثر من شهر، دون أن يأتي هؤلاء المسلحين ليزيدوا من تفاقم الأزمة. وقالت مصادر محلية ل"الوطن"، إن هذه القيادات المسلحة أجبرت مالكي محطات في العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية منها، عمران وصعدة، والحديدة على تسليمهم نصف الكميات التي يبيعونها دون أي مقابل مادي. وأكدت تلك المصادر أن قيادة المجاميع المسلحة هذه تأخذ الكميات المنهوبة وتعرضها للبيع في السوق السوداء، على اعتبار أن الوقود الخاص بالأطقم التابعة لهم والعربات التي يقودونها، يتم تسليمه رأسا من مخزون البلد الذي بات تحت سلطة قادة الانقلاب وخصصوه لتسيير معداتهم الحربية بدلا من توزيعه على أبناء الشعب المالكين الفعليين له. وتباع المشتقات النفطية، وتحديداً مادتي "البترول، والديزل" بأسعار باهظة الثمن، تتجاوز عشرة أضعاف السعر الأصلي، فمثلا السعر الأصلي لعشرين لترا هو ثلاثة آلاف ريال يمني، بينما تصل في السوق السوداء إلى 40 ألفا، وهو ما يعني جباية هؤلاء المسلحين لأموال طائلة جراء استعمالهم للقوة التي تحت أيديهم، علاوة على المبالغ التي تُدفع لهم من قادة الانقلاب مقابل الوقوف معهم. ولا تقتصر مشكلة استيلاء المتمردين على كامل كميات المشتقات النفطية على المواطنين فقط، بل إن هناك جانبا أكثر سوءا يتمثل في عجز المستشفيات ومحطات الكهرباء عن العمل، في ظل عدم وجود الوقود الكافي لتشغيل محطات الكهرباء، ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية في معظم أنحاء اليمن. وتأكدت "الوطن" من مراكز بيع المشتقات في السوق السوداء، ووجدت أن أغلب البائعين فيها هم إما قادة في ميليشيا الانقلاب أو ممثلون عنهم أو موالون لهم. الذين يدفعون للميليشيات حصة مالية كبيرة مقابل حمايتهم والتغاضي عنهم.