أجمع المشاركون في "الندوة الوطنية لأنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني"، على زيادة الاهتمام بأنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني عالميا، وارتفاع معدل الإنفاق عليها، إذ تصرف الدول المليارات على الأنظمة والتقنيات الحديثة في مجال أمن المعلومات، إضافة إلى اتفاقهم على ندرة الكفاءات السعودية المؤهلة في مجال أمن المعلومات الحكومي، وتسربها إلى قطاعات أخرى، مرجعين ذلك إلى ندرة الكفاءات المؤهلة القادرة على إدارة أمن المعلومات، وصد الهجمات الإلكترونية وارتفاع أسعارهم في السوق العالمي، وعدم قدرة القطاعات الحكومية على الإيفاء بمتطلباتهم. وكشف مدير إدارة الرقابة الأمنية في مركز المعلومات الوطني الدكتور علي الحمدان، عن تعاظم دور أنظمة القيادة والسيطرة يوما بعد يوم، مشددا على أن دورها لم يعد يقتصر فقط على عالم الحروب، موضحا أن هناك حاجة لهذا النوع من الأنظمة التي تتميز بالكفاءة والفعالية من جهة، وبالموثوقية من جهة أخرى. واستعرض حجم الإنفاق الذي استحوذت عليه أنظمة القيادة والسيطرة في العالم التي وصلت مع نهاية العام الماضي إلى حوالى 120 مليار دولار، مع توقعات بإجمالي نمو سنوي بين 3 إلى 5%. وقال إن التحدي الأبرز في الوقت الراهن أمام أنظمة القيادة والتحكم، هو كيفية مواجهتها للهجمات السيبرانية التي تتعاظم بسرعة كبيرة. من جهته، أشار نائب الرئيس لتطوير الأعمال في الشركة الدولية لهندسة النظم فوزان الفوزان، إلى أن مستقبل الاستثمار في أنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني سيشهد طفرة كبيرة، في ظل تزايد الحاجة إلى خدمات هذه التقنيات من جهة، والحاجة إلى حماتها من خطر الهجمات التي تؤدي إلى نتائج كارثية في كثير من الأحيان. ولفت الفوزان إلى أن سوق المملكة يتصدر أسواق المنطقة من ناحية الاستثمار في قطاع أنظمة القيادة والتحكم والأمن السيبراني، كما في قطاع التقنية عموما. وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن المملكة أنفقت على قطاع أنظمة القيادة والسيطرة نحو 632 مليون دولار خلال العام المنصرم فقط، وسط توقعات بأن يصل حجم هذا الإنفاق إلى حوالى 4 مليارات دولار مع عام 2020، وجلّها مخصصة للأغراض الدفاعية والعسكرية. إلى ذلك، شدد مدير مشروع "أنظمة المعلومات الجغرافية وإدارة البلاغات الأمنية" في مركز المعلومات الوطني العقيد خالد اللحيدان، على أهمية الشراكة مع وزارة الداخلية السعودية في تطبيق المشروع المذكور، والجدوى التي حققها هذا المشروع على صعيد تفعيل خدمات القطاعات الأمنية وسرعة مواكبتها للبلاغات التي تتلقاها. واستعرض العقيد اللحيدان خلال ورقة عمل قدمها في الندوة بعنوان "تجربة وزارة الداخلية في أنظمة القيادة والسيطرة والتحديات"، مجموعة من المحاور تركزت على الصعوبات والتحديات في تطوير تطبيقات القيادة والسيطرة العسكرية، وأدوار الجهات الأكاديمية والصناعية المحلية، والتحديات في إيجاد وتدريب المواهب والقدرات المحلية في نظم القيادة والسيطرة. بدوره، أكد مدير الاتصالات وتقنية المعلومات في وزارة الدفاع، مدير مشروع الدرعية اللواء عبدالله الزهراني خلال ورقة عمل قدمها بعنوان "دراسة تطبيقية عن نقل التقنية لأنظمة القيادة والسيطرة"، أن الوزارة كانت أول من طبق نظام الألياف الضوئية في المملكة، مشددا على الأولوية المطلقة التي توليها وزارة الدفاع لمواكبة التقنية وأنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني. وقال: على الرغم من التطور الكبير الذي تشهده المملكة في مجال المعلومات إلا أنه يوجد تحديات تعيق نقل التقنية إلى المملكة، وفي مقدمها العنصر البشري الذي يحتاج إلى تدريب وتأهيل من جهة، والحفاظ عليه من جهة أخرى. كما تبرز صعوبة نقل التقنية من مصدرها الأم نتيجة سياسات الحماية التي تطبقها دول الشركات التي تنتج التقنية وتطبيقاتها. وأشار إلى تحد آخر يتمثل في تعزيز انخراط الجامعات المحلية في تدريب العنصر البشري، خصوصا لجهة التدريب اللغوي "اللغة الإنجليزية بشكل خاص"، وذلك لأن معظم منتجات التقنية وتطبيقاتها باللغة الأجنبية.