يترقب أهالي المدينةالمنورة بشوق كبير أن يعيد مشروع إنشاء بوابات للمدينة صبغتها التاريخية ويسترجع ما يمكن استرجاعه من عبق ماضيها. البوابة الأولى في طريق الهجرة السريع والثانية على طريق القصيم السريع، والبوابة الثالثة على طريق تبوك السريع. وتحاكي الأبواب في تصميمها نماذج لأسوار المدينةالمنورة القديمة، إضافة إلى وضع فسائل النخيل في محيطها، إذ يعد النخيل أحد أهم معالم المدينة الزراعية فيما روعي في تصميم تلك البوابات أن تحاكي تاريخ المدينةالمنورة القديم، إذ كانت لها وظائف، بدءا بحماية سكانها ليلا، مرورا إلى استقبال الحجاج القادمين على ظهور الجمال والبغال، إلى جانب حفظ أسلحة القادمين من أبناء القرى المجاورة. أستاذ الأدب بجامعة الملك عبدالعزيز الباحث في تاريخ وأدب المدينةالمنورة الدكتور عاصم حمدان استرجع ذاكرته إلى منتصف السبعينات الهجرية، حينما كان ابن ثماني سنين، وكيف أن باب العنبرية الأشهر صيتا كان يستقبل قوافل الركبان من الحجاج القادمين من الشام، إذ كانت تحط رحالهم على مقربة من البوابة متوجهين بعد ذلك بشوق وحنين إلى المسجد النبوي. فيما كان الحال ذاته للحجاج من أبناء المدينة الذين كانوا يتوجهون صوب مكة لأداء فريضة الحج. حمدان قال: باب العنبرية يمكن له أن يكون أقدم باب في ذلك الوقت، بالنظر إلى قصائد المديح التي كانت تكتب في المدينةالمنورة التي كان يأتي في سياقها ذكر باب العنبرية، وهو ما يعني بأن هذا الباب عن سواه يعد الأقدم أسوة بغيره من الأبواب الأخرى كباب العوالي والمصري وباب قباء والجمعة. ويتذكر العم "عبدالله الزيودي" في العقد السابع، وأحد المعاصرين لتلك الحقبة، قصة قدومه إلى المدينةالمنورة عبر أي من أبوابها كل ما دعت الحاجة إلى ذلك، قائلا إنه بسبب الظروف الصعبة في ذلك الوقت كان أبناء البادية يقدمون إلى المدينةالمنورة من بواديهم وقراهم على ظهور الجمال، وكانت المخاوف تعتري الكثير خلال قطع الرحلة بالنظر إلى انتشار السباع والذئاب، ما يلزم معه أن يتسلح الراحل إلى المدينة بسلاحه. كان للمدينة المنورة 13 بابا في ذلك الوقت، ويأتي باب العنبرية الأعرق فيها والأكثر ذكرا ويقع في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف بالقرب من مسجد العنبرية ويؤدي إلى الحرة ووادي العقيق وهو مدخل جميع القادمين من البحر عبر ميناءي جدة وينبع وما حولهما، ولذلك كانت الركاب تقصده عن غيره من الأبواب، فيما اختلف في سبب تسميته بذلك، إذ يرى البعض أن التسمية مستمدة من نخل العنبر الذي كان يكثر بالمكان، فيما يرى البعض الآخر أن التسمية نسبة لرجل اسمه عنبر كان له دور ريادي في زمانه، فيما بناه أهل المدينة بعد عام 1220. فيما يأتي باب الكومة الذي لا يكاد يخلو من حركة القدوم منه وإليه، وكان واقعا في الجهة الشمالية الغربية للمسجد النبوي الشريف، وسمي بالكومة نسبة لأحد الشيوخ المغاربة.