أعاد إعلان أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس هيئة تطوير المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز اعتماد 30 مليون ريال لمشروع بوابات لمداخل المدينةالمنورة ذكريات سنوات مضت لعدد من قاطني المدينةالمنورة، حيث استرجعوا تاريخا وحضارة كانت ماثلة لفترة ليست بالقصيرة. فلأبواب المدينة جذور ضاربة في التاريخ، حيث ظلت إلى عهد قريب شاهدة على حضارة وإرث عريق، فكانت حامية لسكانها ليلا، مستقبلة لزوارها، خاصة "الركوب" وهم الحجاج القادمون على ظهور الجمال والبغال، كما كان لها وظيفة أخرى حيث كان يحفظ بها الحجاج والزوار أسلحتهم. ويعود أستاذ الأدب بجامعة الملك عبدالعزيز الباحث في تاريخ وأدب المدينةالمنورة الدكتور عاصم بن حمدان بذاكرته إلى منتصف السبعينيات حينما كان عمره 8 سنوات، وكيف أن باب العنبرية الأشهر صيتا، كان يستقبل قوافل الركبان من الحجاج القادمين من الشام، إذ كانت تحط رحالهم على مقربة من البوابة متجهين بعد ذلك بشوق وحنين إلى المسجد النبوي. فيما كان الحال ذاته للحجاج من أبناء المدينة الذين كانوا يتجهون صوب مكة لأداء فريضة الحج، إذ كانت ركبانهم تتابع إلى خارج أسوار المدينة من ذات الباب. وبدا من حديثه أن باب العنبرية يمكن له أن يكون أقدم باب في ذلك الوقت، بالنظر إلى قصائد المديح التي كانت تكتب في المدينةالمنورة، التي كان يأتي في سياقها ذكر باب العنبرية، وهو ما يعني أن هذا الباب يعد الأقدم من سواه من الأبواب الأخرى كأبواب العوالي"، و"المصري"، و"قباء"، و"الجمعة". وأشار إلى أن تلك الأبواب يتوزع على جنباتها الكثير من البساتين الغناء التي اشتهرت في ذلك الحين بكثرة نخيلها، ووفرة العيون فيها. فيما يتذكر عبدالله الزيودي وهو في العقد السابع، وأحد المعاصرين لتلك الحقبة ، قصة قدومه إلى المدينةالمنورة عبر أي من أبوابها كلما دعت الحاجة إلى ذلك، قائلا "بسبب الظروف الصعبة في ذلك الوقت كان أبناء البادية يقدمون إلى المدينةالمنورة من بواديهم وقراهم على ظهور الجمال، وكانت المخاوف تعتري الكثيرين خلال قطع الرحلة، بالنظر الى انتشار السباع والذئاب، مما يلزم معه أن يتسلح الراحل إلى المدينة بسلاحه". ويضيف "بعد رحلة قد تطول أو تقصر وفقا لعامل المسافة، يقف الرحال عند أي من تلك الأبواب، كل بحسب الباب الأقرب لوجهته، فيما كانت الأبواب مقفلة، مما يستدعي معه الانتظار لساعات الصباح الباكر، حيث تفتح الأبواب، ومن ثم تسلم الأسلحة الموجودة مع القادمين إلى ممثلة "الكروكون" في كل باب، وعقب انتهاء الزيارة، نغادر قبل حلول المغرب ونتسلم أسلحتنا". يشار إلى أنه كان يوجد للمدينة المنورة 13 بابا في ذلك الوقت، ويأتي باب العنبرية الأعرق فيها، والأكثر ذكرا، وهو يقع في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف بالقرب من مسجد العنبرية، ويؤدي إلى الحرة، ووادي العقيق، وهو مدخل جميع القادمين من البحر عبر ميناء جدة، وينبع، وما حولها. واختلف الناس في سبب تسميته بذلك الاسم، إذ يرى البعض أنها مستمدة من نخل العنبر الذي كان يكثر بالمكان، في حين يرى آخرون أنها نسبة لرجل اسمه عنبر كان له دور ريادي في زمانه، فيما بناه أهل المدينة بعد عام 1220. ويأتي باب "الكومة" الذي لا يكاد يخلو من حركة القدوم منه وإليه، وكان واقعا في الجهة الشمالية الغربية للمسجد النبوي الشريف، ملاصقاً لسور القلعة من الجهة الغربية، وسمي بذلك نسبة لأحد الشيوخ المغاربة، وقيل إنه كان مخصصا لدخول أهل العنابس ومن جاء من ناحية الجفر، والفقرة "جبل الأحامدة"، ومنه دخول أهل جزع السيح، ومنه يخرج من أراد زيارة المساجد بسفح جبل سلع، ومنه يتم إخراج الغنم للذبح وإدخالها بعد نقل المجزرة إلى خارج البلدة عند قلعة قبة السلامة. وبني الباب بعد عام 1220 زمن السلطان محمود خان، ثم جدده السلطان عبدالعزيز بن محمود الثاني عام 1285، وظل على هذا الوضع حتى أزيل ضمن مشروع إزالة السور الذي بدأ حوالي عام 1370.