لم يجد المتمردون الحوثيون وسيلة لرفع الروح المعنوية المنهارة لجنودهم، سوى نشر الأكاذيب، والبحث عن بطولات وهمية عبر صفحات مواقع التواصل الإلكتروني، بعد أن فشلت ميليشياتهم في إحراز أي تقدم في كل الجبهات التي تخوضها ضد قوات المقاومة الشعبية، واكتفت بالتفرج على طائرات التحالف العربي وهي تدك كل مخازن الأسلحة الخاصة بها، وتدمر كل المخزون الذي استولوا عليه من مخازن الجيش اليمني. كما قبلوا بالهزيمة الميدانية في كل الجبهات، وفي مقدمتها جبهة مأرب التي تدور فيها اشتباكات عنيفة منذ أيام عدة. إزاء هذا الوضع المتردي، أقدمت الميليشيات المدحورة على إطلاق إشاعات كثيفة على الصفحات التابعة لمؤيديها في موقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها موقع فيسبوك، وهي محاولات خداع لم تنطل على اليمنيين الذين تندروا عليها، وسخروا منها، وأطلقوا عليها "الانتصارات الفيسبوكية". ويقول أحد المترددين على تلك الصفحات، إن المتمردين هزموا المقاومة الشعبية مرات عدة، ولكن على صفحات فيسبوك فقط، كما أسقطوا المدينة بأيدي ميليشياتهم أكثر من مرة، لكن تلك الانتصارات التي يُوردونها لا تتعدى صفحاتهم الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي، في حين أن الواقع على الأرض يقول شيئا مغايرا لذلك تماما. ولا يسأم المضللون الحوثيون من ترديد الأكاذيب التي لا تجد من يصدقها، وكل ذلك أملا في إعادة الروح المهزومة لمواليهم، جراء الأنباء المتتالية بتلقيهم الضربة تلو الأخرى في جبهات القتال بتعز، وعدن، ولحج، والضالع، وأبين، في جنوب اليمن، ومأرب، والبيضاء، وشبوة شرق ووسط البلاد. ويقول الناشط السياسي عبداللطيف العباب في تصريحات إلى "الوطن": "الآلة الإعلامية للتمرد تعتمد بشكل كبير على الإشاعات والحرب النفسية في معظم الحروب التي تخوضها، وبعد أن فشل الحوثيون والمخلوع في خلخلة صف المقاومة الشعبية في مأرب، وتحقيق تقدم في الجبهات الجنوبية والشرقية والشمالية بالمحافظة، لجأوا إلى مهاجمتها من الجهة الغربية بمديرية صرواح، لوجود شخصيات متعاونة معهم هناك، لكنهم مع ذلك فوجئوا بمقاومة شرسة لم يكونوا يتوقعونها، وأدى ذلك إلى تراجعهم وانهيار معنويات مقاتليهم وتكبدهم خسائر مادية، إضافة إلى الضربات الجوية الموجعة التي وجهتها طائرات عاصفة الحزم". ومضى العباب بالقول "الانقلابيون يهدفون من وراء إشاعاتهم التي تُنشر في وسائل إعلامهم المختلفة، إلى إحداث بلبلة داخلية، وهم لم يستوعبوا بعد أن زمن التضليل والأكاذيب ولى إلى غير رجعة، وأن وسائط الإعلام الجديد قادرة على نقل الحقيقة للمتابعين في ثوان معدودة". وأكد العباب أن رجال المقاومة الشعبية تمكنوا من إلقاء القبض على فريق تابع لقناة "المسيرة" التي يملكها الحوثيون، أثناء تسللهم ومحاولاتهم التقاط صور من داخل مدينة مأرب ونشرها في فضائياتهم على أساس أنها باتت تحت سيطرتهم. وانهالت التعليقات الناقدة للقيادي في جماعة الحوثيين حسن زيد، حين نشر خبرا مفاده بأن ميليشيات جماعته أسقطت مدينة مأرب. ولكي يقطع الشك اليقين، فقد نشر صحفيان من أبناء محافظة مأرب هما علي عويضة ومحمد الشبيري، صورا مباشرة لمؤسسات حكومية وللشوارع العامة في المدينة، توضح كذب ما أورده القيادي الحوثي، وتؤكد بأن المدينة لا تزال تحت سيطرة رجال المقاومة الشعبية والجيش المؤيد للشرعية. وكتب الشبيري على صفحته في فيسبوك، نفيا لما تورده وسائل إعلام الحوثيين والمخلوع وقال "لا تقلقوا، مأرب عصيّة على ميليشيا الحوثي، والحرب كر وفر، لكن مأرب، لم ولن تسقط، لأنها مدينة لا تعرف السقوط". كما كتب الصحفي عويضة قائلا "الآن أتجول في مدينة مأرب التي أسقطها الحوثيون على صفحات فيسبوك فقط، مأرب بخير، وتواجه اليوم جيش صالح وميليشيا صعدة ومرتزقة القبائل والحرس الثوري الإيراني. ضحت بأفضل رجالها ولا تزال".