فيما قام برنامج "زرع الرئة" بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض بإجراء عمليات زرع ل70 مريضا منذ انطلاقه عام 2003، يتبقى 50 مريضا في الانتظار، فيما تشير التقديرات إلى وجود نحو 100 مريض بحاجة لزرع رئة في المملكة حاليا. وقال استشاري جراحة الصدر والمدير الجراحي لبرنامج زرع الرئة في المستشفى التخصصي الدكتور وليد صالح إن "70 مريضا استفادوا من برنامج زرع الرئة منذ انطلاقه عام 2003، تراوح أعمارهم بين 14 و64 عاما، ويتبقى 20 آخرون في قائمة الانتظار، كما يتم إجراء الفحوص اللازمة لنحو 30 مريضا آخرين قبل إدخالهم في القائمة". وأوضح الدكتور صالح أن "برنامج زرع الرئة يسعى إلى استقطاب أكثر التقنيات تطورا في هذا المجال، من أحدثها تطبيق تقنية تروية رئة المريض المصاب بالفشل الرئوي، التي تهدف إلى إبقاء المريض بحالة مستقرة حتى يتوفر المتبرع المناسب، وذلك من خلال جهاز يحوي أنابيب تزوده بحاجته من الأكسجين مع التقليل من نسبة إصابته بالالتهابات، أو ضعف في عضلات الصدر كما يحدث مع أجهزة التنفس الاصطناعي التقليدية". ولفت إلى أن "برنامج زرع الرئة أجرى العام الماضي جراحتين اثنتين بالاستفادة من تقنية أخرى تختص بتروية رئة المتبرع خارج الجسم، بإعادة تهيئة الرئة غير الصالحة للزرع التي لا يستفاد منها عادة بسبب وجود سوائل محتقنة داخلها، وهي الحالة التي تحدث في نحو 60% من حالات المتبرعين المتوفين دماغيا، وهذه التقنية تقوم بإزالة السوائل المحتقنة من الرئة، ومن ثم تزويدها بمحاليل علاجية ومضادات حيوية لإعادة تهيئتها، وبعد التأكد من صلاحية الرئة يقوم الجهاز بعملية التبريد لحفظها لمدة تمتد إلى 20 ساعة عند الحاجة، حتى يتم تجهيز المريض لزرع الرئة"، مشيرا إلى أن نتائج جراحات زرع الرئة بهذه التقنية تتفوق على الطريقة العادية. وأكد الدكتور صالح أن "البرنامج يسعى للتغلب على مشكلة نقص المتبرعين المتوفين دماغيا والاستفادة القصوى من الأعضاء القليلة المتوافرة في المملكة، في هذا الاتجاه سنبدأ العام الحالي في تطبيق أساليب جراحية معقدة تمكننا من الاستفادة من رئة المتبرع كبيرة الحجم لزرعها في الأطفال أو المرضى البالغين ذوي البنية الجسدية الصغيرة، وهو ما لم يكن ممكنا في السابق، نظرا لعدم ملاءمة الرئة الكبيرة للقفص الصدري الضيق لهؤلاء المرضى"، مضيفا أن التقديرات تشيرإلى وجود نحو 100 مريض بحاجة لزرع رئة في المملكة حاليا. وأضاف المدير الجراحي لبرنامج زرع الرئة "أن المتبرعين المتوفين دماغيا في المملكة يمكثون في وحدات العناية المركزة مدة ربما تصل إلى أسبوعين أو ثلاثة لحين الانتهاء من الإجراءات الروتينية للتبرع، وهو ما يؤثر في جودة الرئة المُتبرع بها بالمقارنة مع المدة في الولاياتالمتحدة الأميركية التي لا تتجاوز ثلاثة أيام، إلا أن نسبة نجاح الجراحية في السنة الأولى من الزراعة بالمستشفى التخصصي تبلغ نحو 80% وهي ما تضاهي نتائج المراكز المتقدمة في الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا".