حققت برامج زراعة الأعضاء بالمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، قفزات كبيرة خلال العام الماضي 2014م، بإجرائها 1008 عمليات بزيادة مقدارها 22 % عن العام السابق 2013م، وذلك من خلال 6 برامج نشطة في «تخصصي الرياض» لزراعة القلب، والكبد، والكلى، والرئة، ونخاع العظم والخلايا الجذعية، وزراعة العظام، وبرنامجين نشطين في «تخصصي جدة» لزراعة الكلى، ونخاع العظم والخلايا الجذعية. وأوضح المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي، أن المؤسسة شهدت تصاعداً مطرداً في الحصيلة السنوية لمجموع عمليات زراعة الأعضاء، الأمر الذي مكنها من تحقيق قفزات كمية فضلاً عن التطورات النوعية في البرامج وتقنياتها المتجددة، لافتاً إلى أن برامج زراعة الأعضاء كانت قد سجلت حصيلة 381 زراعة عضو عام 2004م فيما سجلت خلال العام الماضي 1008 عمليات زراعة عضو وهو ما يمثل زيادة مقدارها 165 % بين المرحلتين. وأشار إلى أن «التخصصي» مؤسسة طبية رائدة في مجال زراعة الأعضاء حيث انطلقت باكورة برامج زراعة الأعضاء قبل 34 عاماً من خلال برنامج زراعة الكلى في عام 1981م حتى وصلت حصيلة الزراعات لكافة البرامج بنهاية عام 2014م إلى 9284 عملية زراعة عضو، مما وضع المستشفى في مصاف المؤسسات والمراكز الطبية العالمية سواء على مستوى نوعية البرامج أو نتائجها الكمية. وبيّن أن هذه النتائج المميزة، ساهمت في توفير مبالغ طائلة للاقتصاد الوطني، في مقابل لو أجريت هذه العمليات للمرضى السعوديين في الخارج، الأمر الذي يستدعي التوسع في برامج الزراعة لاستيعاب أكبر عدد من المرضى، إلى جانب مردودها النفسي والاجتماعي على المرضى في إجراء العملية بالقرب من عائلاتهم وعودتهم إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل أسرع. وأعرب الدكتور القصبي عن خالص تقديره للجهود الكبيرة التي تبذلها الفرق الطبية والتمريضية والفنية والإدارية التي تقف خلف هذه المنجزات الوطنية المتميزة التي أهّلت تلك البرامج إلى أن تحجز لها مكاناً في مصاف البرامج العالمية. برنامج زراعة الكبد يمتاز برنامج زراعة الكبد في «تخصصي الرياض» بإمكانات تقنية كبيرة وطواقم طبية وجراحية مدربة تدريباً عالياً تمكّنه من تطبيق أحدث الأساليب الجراحية سواءً للمرضى بمختلف فئاتهم العمرية أو المتبرعين الأحياء، الأمر الذي أهّل البرنامج لإجراء 123 عملية زراعة كبد خلال العام الماضي 2014م بنسبة نجاح بلغت نحو 90 %، من بينها 79 زراعة للكبار و44 زراعة للأطفال، فيما بلغت نسبة الزيادة في عدد الزراعات مقارنة بالعام السابق 2013م نحو 7 %. وأوضح البروفسور محمد السبيل- استشاري ورئيس قسم زراعة وجراحة الكبد-، أن عمليات الزراعة اشتملت على 28 عملية زراعة من متبرعين متوفين دماغياً، و95 عملية زراعة من متبرعين أحياء، لافتاً إلى استمرار البرنامج في تطبيق أسلوب جراحي متطور تبناه البرنامج منذ عام 2011م، وتتم فيه الاستفادة من كبد المتبرع المتوفى دماغياً وفصله إلى جزءين ومن ثم زراعته لمريضين مختلفين، وقد استفاد من هذا الأسلوب تسعة عشر مريضاً بنسبة نجاح عالية كأول مركز طبي في المملكة يطبق هذا الإجراء النادر. وبيّن أن برنامج زراعة الكبد الذي أُنشئ عام 2001م يقوم بإجراء الزراعة لمختلف الفئات العمرية ابتداءً من الأطفال الرضع في الشهر الأول من العمر، حيث بلغ مجموع العمليات 716 زراعة كبد حتى نهاية عام 2014م، من بينها 301 زراعة من متبرعين متوفين دماغياً، و415 من متبرعين أحياء، واستطاع البرنامج خلال السنوات الخمس الأخيرة من 2010م وحتى نهاية 2014م أن يصل إلى أوج عطائه بإجرائه 474 عملية زراعة كبد، وهو ما يمثل أكثر من 65 % من المجموع الكلي لعدد الزراعات منذ بدء البرنامج قبل 14 عاماً. ويهتم برنامج زراعة الكبد بتطوير إمكاناته الجراحية والطبية لخدمة المرضى تماشياً مع التطور الطبي المستمر، ومن أحدثها استخدام تقنية المناظير لاستئصال جزء من كبد متبرع بالغ من خلال فتحات صغيرة في أعلى منطقة البطن ومن ثم زراعة الجزء المستأصل لمريض يعاني من فشل كبدي. وقد استفاد من هذه التقنية 35 حالة من بينهم 23 مريضاً خلال العام الماضي 2014م. كما يتميز البرنامج باستخدام أدوية حديثة لعلاج أورام الكبد المتقدمة التي لم يتوفر لها علاج ناجع في السابق، بالإضافة إلى استخدام تقنية العلاج الإشعاعي لعلاج الأورام داخل الكبد والتي استفاد منها عدد من المرضى، كما يجري البرنامج عمليات معقدة لعلاج القنوات الصفراوية. برنامج زراعة الكلى أظهرت الإحصاءات السنوية ارتفاعاً في العدد الإجمالي لزراعات الكلى التي أُجريت في «تخصصي الرياض» منذ انطلاقة البرنامج عام 1981م للكبار والأطفال، ببلوغها 2521 عملية زراعة كلى، منها 360 زراعة كلية للأطفال. وقال رئيس قسم زراعة وجراحة الكلى والبنكرياس في «تخصصي الرياض» الدكتور ابراهيم الأحمدي، أن المستشفى تمكن خلال العام المنصرم 2014م من زراعة 175 كلية، بلغ نصيب الكبار 144 زراعة فيما كان نصيب الأطفال 31 زراعة، وجاءت زراعة 28 كلية من متبرعين متوفين دماغياً و147 كلية من متبرعين أحياء، وبنسب نجاح بلغت 98 %، كما خضع اثنان من المرضى في العقد الثالث من عمرهما لعملية زراعة بنكرياس ناجحة بعد زراعة الكلية. ويتبوأ برنامج زراعة الكلى للأطفال في «تخصصي الرياض» أحد مراكز الصدارة على مستوى العالم في أعداد الكلى التي تزرع للأطفال سنوياً، لمرضى لديهم فشل كلوي راوحت أعمارهم ما بين عامين إلى 14 عام، محققاً بذلك أعلى المعدلات العالمية سنوياً في زراعة كلى الأطفال بالمقارنة مع متوسط أعداد الزراعات السنوية التي يتم إجراؤها لدى المراكز العالمية المتخصصة في زراعة كلى الأطفال والتي تتراوح ما بين 20 إلى 25 عملية زراعة سنوياً، وتمتد أعمارهم إلى 18 سنة فأقل. وكانت أصغر حالة زراعة كلية ناجحة تمت بالمستشفى التخصصي لطفل يبلغ من العمر سنتين ولا يتجاوز وزنه 8،6 كجم. برنامج زراعة القلب يمتلك مركز القلب في «تخصصي الرياض» برنامجاً متطوراً لزراعة القلب ساهم في اقتحامه نادي أكبر 22 % من مراكز القلب العالمية وذلك في عدد عمليات زراعة القلب السنوية، بحسب احصاءات الجمعية الدولية لزراعة القلب والرئة (ISHLT)، إثر إجرائه 26 عملية زراعة قلب خلال عام 2014م بمعدل زيادة قدرها 73 % مقارنة بعام 2013م الذي أُجرىت خلاله 15 عملية زراعة قلب. وقال استشاري ورئيس مركز القلب في «تخصصي الرياض»، الدكتور جهاد البريكي: إن برنامج زراعة القلب كسر حاجز المائتي زراعة قلب بنهاية عام 2014م، حيث بلغ عدد العمليات التي أجراها منذ انطلاقته عام 1989م وحتى نهاية العام الماضي 208 عمليات، كما تمكن من رفع نسبة نجاح العمليات في السنة الأولى من الزراعة إلى 89 %، وهي نسبة تتجاوز متوسط نتائج نحو 250 مركز قلب من 45 دولة، وتشتمل مراكز القلب المتقدمة على مستوى أمريكا الشمالية وبعض المراكز الأوروبية المرموقة المنضوية في الجمعية الدولية لزراعة القلب والرئة. وينفرد البرنامج على المستوى المحلي بقدرته على زراعة القلب للأطفال دون سن الرابعة عشرة والتي تعرف بصعوبتها مقارنة بالزراعة للبالغين، حيث كانت أصغر حالة زراعة لطفل يبلغ 11 من العمر. كما نجح البرنامج في تطبيق تقنية حديثة لتنشيط القلب تُبقي مرضى الفشل القلبي على قيد الحياة وتتيح لهم حرية الحركة والخروج من المستشفى، بخلاف التقنيات السابقة، وذلك لحين تحسن حالتهم الصحية وإيجاد قلب مناسب للزراعة، حيث يُزرع جهاز تنشيط القلب المتنقل (LVAD) للمصابين بالفشل القلبي في البطين الأيسر من خلال عملية قلب مفتوح، وتعمل التقنية على ضمان استمرار ضخ الدم على مدار الساعة بهدف إبقاء المريض على قيد الحياة، حتى تتحسن حالته الصحية ويكون جاهزاً لزراعة القلب في حال توفر متبرع متوفى دماغياً. برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية تمكّن برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية في «تخصصي الرياض» من إجراء 308 زراعات للكبار والأطفال خلال العام الماضي 2014م، وبذلك وصل المجموع الكلي منذ بدء المستشفى في إجراء هذا النوع من الزراعة عام 1984م وحتى نهاية العام الماضي إلى 4679 زراعة. ويجري المستشفى 4 أنواع من زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية، وتشمل الزراعة من متبرع قريب، والزراعة الذاتية، والزراعة بخلايا جذعية مستخرجة من دم الحبل السري، والزراعة بخلايا جذعية مطابقة للمرضى السعوديين مستخلصة من عينات تم التبرع بها للسجلات العالمية لمتبرعي نخاع العظم. ويأتي المستشفى ضمن أكبر 5 % من المراكز الطبية في العالم من ناحية عدد حالات زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية للأطفال خلال الأعوام العشرة الماضية، وفقاً للمركز العالمي لأبحاث الدم وزراعة نخاع العظم بولاية (منيسوتا) الأمريكية. وقال الدكتور محمود الجرف- نائب رئيس مركز الأورام ورئيس برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية للكبار-: إن اللجنة المشتركة لاعتماد برامج زراعة الخلايا الجذعية (JACIE) بمدينة برشلونة الإسبانية، منحت المستشفى شهادة الاعتماد لبرامج زراعة النخاع العظمي كأول مركز طبي خارج أمريكا الشمالية وأوروبا ينال الشهادة، حيث اشتمل الاعتماد على البرامج السبعة المخصصة لزراعة نخاع العظم، وهي: برنامجا الزراعة الذاتية للكبار والصغار، وبرنامجا الزراعة من متبرع للكبار والصغار، وثلاثة برامج لحصد الخلايا الجذعية من النخاع العظمي والدم وتحضيرها ومعالجتها وتخزينها. من جانبها، قالت رئيسة برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية للأطفال الدكتورة أمل السريحي: إن برنامج الزراعة للأطفال يتميز بإمكانات وخبرات طبية كبيرة ساهمت في منحه عضويات وشهادات اعتماد من أبرز المؤسسات الدولية في هذا المجال، فقد نال البرنامج عضوية المركز العالمي لأبحاث الدم وزراعة نخاع العظم (CIBMTR) منذ عام 1993م، وفي العام نفسه مُنح عضوية المنظمة الأوروبية للدم وزراعة نخاع العظم (EBMT) إضافة إلى عضوية منظمة شرق البحر الأبيض المتوسط للدم وزراعة نخاع العظم (EMBMT) منذ إنشائها عام 2007م. ويمتلك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، بنكاً وطنياً لتخزين دم الحبل السري والخلايا الجذعية، حيث يوفر وحدات للخلايا الجذعية يمكن زراعتها للحالات التي لا يتوافر لها متبرع مطابق من أفراد الأسرة. برنامج زراعة الرئة يمتلك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، برنامجاً لزراعة الرئة، ويُعد الوحيد من نوعه في المنطقة، مواصلاً نجاحاته عاماً إثر عام، حيث تمكن خلال العام الماضي 2014م من إجراء 10 عمليات زراعة رئة بنسبة نجاح تضاهي المراكز العالمية، من بينها 9 عمليات زراعة مزدوجة لرئتين، وعملية واحدة لزراعة رئة واحدة، ليبلغ المجموع التراكمي للمرضى المستفيدين من الزراعة 70 مريضاً منذ انطلاق البرنامج عام 2003م، في حين شهدت السنوات الخمس الماضية ذروة نتائج البرنامج بإجرائه 60 حالة زراعة. وقال الدكتور وليد صالح- استشاري جراحة الصدر والمدير الجراحي لبرنامج زراعة الرئة-: إن البرنامج يسعى إلى استقطاب أكثر التقنيات تطوراً في هذا المجال لخدمة المرضى، من أحدثها البدء مؤخراً في تطبيق تقنية تروية رئة المريض المصاب بالفشل الرئوي، والتي تهدف إلى إبقاء المريض بحالة مستقرة حتى يتوفر المتبرع المناسب للزراعة. ولفت إلى أن برنامج زراعة الرئة أجرى خلال العام الماضي عمليتين اثنتين بالاستفادة من تقنية أخرى تختص بتروية رئة المتبرع خارج الجسم، والتي تقوم بإعادة تهيئة الرئة غير الصالحة للزراعة التي لا يستفاد منها عادة بسبب وجود سوائل محتقنة داخلها. بنك العظام حقق بنك العظام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، قفزة كبيرة بزيادة عدد عمليات زراعة العظام إلى نحو 230 % خلال عام واحد، وذلك إثر إجرائه 178 عملية خلال العام 2014م، في حين كان قد أجرى 54 عملية فقط في العام السابق 2013م، وبذلك يصل المجموع التراكمي لحالات زراعة العظام في المستشفى إلى 301 عملية منذ إنشاء البنك عام 2010م. وأوضح استشاري ورئيس قسم جراحة العظام في «تخصصي الرياض» الدكتور زايد الزايد، أن بنك العظام يعد الوحيد من نوعه على مستوى المنطقة، وقد شهد خلال العام الماضي طفرة كبيرة في عدد المتبرعين بحصوله على عظام 25 متبرعاً مقارنة بخمسة متبرعين فقط خلال عام 2013م. ونتيجة لذلك فقد وصل مخزون البنك إلى 468 وحدة عظمية تشمل أحجام متنوعة من العظام والأوتار. وأكد أن المستشفى لم يعد بحاجة إلى استيراد العظام الطبيعية أو الصناعية من الخارج، بل أصبح البنك يقوم بتوفير الوحدات العظمية لعدد من المستشفيات المحلية. وتتفاوت أعمار المرضى الذين أُجريت لهم تلك العمليات بين 20 و 70 عاماً من كلا الجنسين، واستفادوا من مخزون البنك لإجراء عمليات معقدة تشمل تعديل العمود الفقري، وتثبيت مفصل الحوض، وجراحات أورام العظام، بالإضافة إلى الجراحات الرياضية كالرباط الصليبي. د. القصبي والدكتور برورينق مدير مركز الأعضاء