في خطوة تدل على اتجاه الأمور للتصعيد بين الخرطوم ودول الترويكا "الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا"، استدعت الخارجية السودانية سفراء الدول الثلاث لديها، وأبلغتهم رفضها لمواقف بلادهم من الانتخابات، مؤكدة استمرار السودان في تنفيذ مبادرة الحوار الوطني عقب إعلان نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة. واستدعت الخارجية أول من أمس، سفراء الدول الثلاث، ونقل لهم وكيل وزارة الخارجية بالإنابة السفير علي الصادق احتجاجَ الخارجية وإدانتها الشديدة لما تضمنه بيان الترويكا من معلومات خاطئة ومواقف مسبقة عن الانتخابات في السودان. وسلم السفراء المذكورين، كلٌ على حدة، نسخة مكتوبة من رد الحكومة السودانية على بيان الترويكا. وأكد بيان الخارجية الذي تسلمه السفراء أن الانتخابات شأن سوداني خالص يقرر فيه السودانيون وليس لأي جهة أخرى حق التدخل أو إبداء الرأي. ودان البيانَ الذي أصدرته تلك الدول وعدّه تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للبلاد. في سياق متصل، رفضت الحكومة السودانية منح تأشيرات لديبلوماسيين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين كبار، كانوا يحاولون القيام بمهمة لتقصي الحقائق في إقليم دارفور. وأشارت مصادر داخل الأممالمتحدة إلى أن رفض السودان منح تأشيرات لنواب سفراء القوى الغربية الثلاث، يشير بوضوح إلى أنه ينوي مواصلة نهجه التصادمي على نحو متزايد تجاه الأممالمتحدة والغرب، بخصوص بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور التي تريد الخرطوم إنهاء أعمالها. وأضافوا أن الديبلوماسيين أرادوا زيارة دارفور في يناير الماضي، وأن نائب السفير البريطاني بيتر ويلسون كان يعتزم قيادة المهمة. يذكر أن بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، كانت تتعرض لانتقادات في ذلك الوقت بسبب أدائها السيئ، وحجب المعلومات عن العنف ضد المدنيين وقوات حفظ السلام في دارفور.