أ ف ب، رويترز - مهّد الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أول من أمس، الطريق لفرض عقوبات على أي شخص في جنوب السودان هدد جهود السلام، أو استهدف طاقم الأممالمتحدة، أو ارتكب انتهاكات لحقوق الإنسان. وأورد البيت الأبيض في بيان أن أوباما أجاز للإدارات الأميركية المعنية تجميد أصول سودانيين جنوبيين وعدم منحهم تأشيرات سواء كانوا في صفوف المتمردين أو في الحكومة، بعد أسبوعين من تحذير الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حكومة جوبا والمتمردين من احتمال تعرضهما لعقوبات في حال لم يحرزا تقدماً في مفاوضات السلام بينهما ولم يحترما اتفاق وقف النار الذي وقعاه. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في البيان أن المعارك بين الجانبين تهدد بتمزيق الدولة الفتية التي أعلنت استقلالها في عام 2011 بدعم من الولاياتالمتحدة. ونبه كارني إلى أن «الولاياتالمتحدة لن تبقى مكتوفة اليدين في وقت يعطي المسؤولون عن مستقبل السودان الأولوية لمصالحهم الخاصة على حساب مصالح شعبهم». وأضاف: «على الحكومة السودانية الجنوبية ومتمردي رياك مشار أن يتواصلا فوراً ويحترما عملية السلام». على صعيد آخر، طالب مجلس الأمن بتحسين أداء قوة حفظ السلام الدولية في دارفور في غرب السودان، داعياً الخرطوم إلى تحسين التعاون مع البعثة الدولية العاملة في المنطقة التي تمزقها الصراعات. ودعا المجلس في قرار صدر بالإجماع، بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي إلى «الانتقال إلى وضع يتسم بمزيد من الاحتراز وأخذ زمام المبادرة في تنفيذ أولوياتها وممارسة الدفاع النشط عن مهمتها». وقال ديبلوماسيون في الأممالمتحدة إن معنى ذلك أن تصير القوة أكثر حزماً في التصدي للتهديدات ضد المدنيين في دارفور. ونص القرار على أن هناك 3 تحديات رئيسية تواجه قوات حفظ السلام الدولية في دارفور في ضوء صعوبة الموقف السياسي والأمني، وهي عدم تعاون الحكومة و «النقص الكبير» في قدرات عناصر تلك القوات والحاجة إلى تنسيق أفضل بين القوة الدولية المشتركة وفريق الأممالمتحدة في السودان. في المقابل، قال عضو الوفد السوداني في مجلس الأمن إن تدهور الأمن في دارفور سببه الاقتتال الداخلي في الإقليم. وسأل صحافيون السفير البريطاني في المجلس مارك ليال غرانت عن سبب عدم نجاح القوات الدولية المشتركة في تلبية التوقعات المطلوبة منها، فقال: «إنها مهمة صعبة لعدد من الأسباب. الوضع الأمني كان صعباً على الدوام، العلاقة مع الحكومة المضيفة في الخرطوم صعبة. إنها بعثة هجين بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وثبتت صعوبة ذلك». وأضاف: «أنه توجد عقبات بيروقراطية من جانب الحكومة، ووضع أمني متذبذب على الأرض في وجود عدد كبير من النازحين»، معرباً عن أمله في أن تسفر عملية السلام التي تقودها قطر في دارفور، وتعهد الخرطوم بفتح حوار وطني، عن نتائج ايجابية.