من المغرب إلى إيران، النساء قفزن فوق خنادق الرجال متجهات نحو غابة الذات، وهناك يمكنهن أن يلعبن اللعبة على أصولها، إنسان مقابل إنسان، امرأة مقابل رجل، وعليك أيها السيد أن تستأذنني إذا ما استفزتك نزواتك ورغبت في الزواج من ثانية، فبعد أن أقرت المغرب قانونا يحق فيه للمرأة أن ترفض اقتران زوجها بامرأة ثانية، مشترطة في صحة عقد الزواج من ثانية أن تأذن بذلك الزوجة الأولى سارع الإيرانيون لتقليد القانون المغربي، وستهتف امرأة عربية تقرأ هذا الخبر" آه ... يا لحظهن الطيب" فما عدن ينمن مرتجفات من خوف أن يصبحن، وقد باتت امرأة بحضن الزوج في الغرفة الثانية. وهكذا احتفل موقع " أمان الأردني" (http://www.amanjordan.org/a-news/wmview.php?ArtID=24006) وهو موقع مهتم بقضايا المرأة، بهذا الإنجاز الإيراني، فتحت عنوان"المرأة في إيران تنتصر: لا زوجة ثانية بدون موافقتها": نقلاً عن وكالات الأنباء جاء في التقرير: أفاد التلفزيون الإيراني بأن لجنة العدل في مجلس الشورى الإيراني قررت الاثنين إلغاء مادتين في مشروع قانون تسهلان تعدد الزوجات ويقف ضدهما خصوصا المدافعون عن حقوق المرأة. وقال المتحدث باسم اللجنة أمين رحيمي حسبما نقل عنه موقع التلفزيون الإيراني الرسمي "لقد اجتمعت اللجنة بحضور خبراء واعتبرت في نهاية النقاش أنه لدعم أسس العائلة من الأفضل إلغاء المادتين 23 و25 وبالتالي صوتت مع إلغائهما" ويسمح بتعدد الزوجات في إيران، ولكن شرط موافقة الزوجة الأولى. وكانت المادة 23 تعفي الرجل من الحصول على موافقة زوجته الأولى إذا رغب الزواج من ثانية، في حين أن المادة 25 كانت تطالب بفرض ضريبة على المهر الذي يدفعه الزوج إلى المرأة. ويقيناً أن عدوى هذه القوانين ستمتد إلى جميع الدول العربية والإسلامية، وقد نرى مستقبلاً تشريعات دولية تحرم الزواج من ثانية، على اعتبار أن الزواج من أخرى هو انتهاك لحقوق الإنسان. والإنسان هنا هو المرأة، التي عدتها الكثير من الحضارات البائدة خارج الحظيرة الإنسانية، ولا يزال لدينا من بواقي هذه الحضارات عادات وتقاليد، تضرب بجذورها عميقاً في لا وعي الرجل وفي أكثر الأحيان على سطح وعيه مباشرة، بيد أن زمام الأمر قد أفلت من يده، فالنساء اليوم يمسكن بالدفة الحضارية، ويقدمن أنفسهن على أنهن حاملات معاول، أو حاضنات أمة، وعلى الرجال أن يختاروا!!