كشفت قوات التحالف التي تقود علمية عسكرية لاستعادة الشرعية في اليمن، ملابسات حادثة اختراق طائرة كينية للحظر الجوي المفروض على الأجواء اليمنية، وأفادت بأن التحقيقات التي جرت مع قائدها ومرافقيه، أثبتت أن الميليشيا الحوثية التي تسيطر على مطار صنعاء قامت بتضليلها، ومنحها تصريح عبور مزور. وأبلغ المتحدث باسم التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري، الصحفيين أمس، أن الحوثيين سعوا من خلال هذا التضليل للإيقاع بشركات الطيران، حتى تدخل المجال الجوي في الأوقات غير المسموح بها، وتكون عرضة للخطر، وتحميل التحالف المسؤولية بعد ذلك، مؤكدا أن الحكومة اليمنية أصدرت قرارا ربطت فيه مسؤولية إصدار تصاريح العبور بقيادة التحالف فقط، مشددا في الوقت نفسه على أنه لن يسمح لأي طائرة بدخول الأجواء اليمنية، ما لم تكن قد حصلت على تصريح رسمي. وفي سبيل تجاوز عقبة وصول المساعدات الإنسانية عن طريق مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون، ستكون جيبوتي، حلقة وصل جوية وبحرية لوصول تلك المساعدات، وذلك بعد أن أعلنت فتحها مجاليها الجوي والبحري أمام الطائرات التي تحمل مواد إغاثية وتموينية. وفيما نوه عسيري بالدعم الذي قدمته المملكة للأمم المتحدة وتبرعها بمبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية، أشار إلى أن دولتي الإمارات وقطر، قامتا بإرسال أربع طائرات إغاثة لجيبوتي، مؤكدا أن الحمولة الإغاثية تم شحنها عن طريق البحر، ووصلت إلى ميناءي عدن والحديدة، تمهيدا لإيصالها للمواطنين اليمنيين، ومنع وصولها للمتمردين، لافتا إلى أن القطع البحرية الموجودة في المياه الإقليمية تقوم بتسهيل حركة الجسر الإغاثي البحري الممتد من جيبوتي إلى عدن. وأفرد العميد عسيري مساحة في بداية المؤتمر لتسليط الضوء على بعض الممارسات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وتصرفاتها العبثية الهادفة للتضييق على المواطن اليمني، كاشفا عن قيام تلك الميليشيا باختطاف عمال إغاثة في لحج يوم أمس، ومضايقة موظفي الصليب الأحمر الدولي في أكثر من مناسبة. وتحدث عسيري عن قيام الحوثيين – بحسب أنباء مؤكدة وصلت إلى قوات التحالف-، بإقامة نقاط تفتيش على المنافذ الحدودية بين اليمن والسعودية، لإخضاع اليمنيين للتفتيش وفرزهم بحسب ولاءاتهم وانتماءاتهم الدينية، وإلقاء القبض على الموالين للشرعية، فضلا عن قيامهم بنصب نقاط تفتيش على الموانئ والمطارات، وإطلاق النار عشوائيا على المواطنين وإلقاء القبض عليهم كذلك. وفيما تخطت الطلعات الجوية التي قامت بها مقاتلات التحالف حاجز ال2000 طلعة، ركزت طلعات ال24 ساعة الماضية، طبقا لعسيري، على استهداف مخازن الذخيرة في محيط صنعاء، وضرب مجمع آليات عسكرية وقواذف صواريخ سكود في صعدة، وتنفيذ ضربات ضد القصر الجمهوري بتعز، الذي حوله الحوثيون مخزنا للذخيرة ومركزا للعمليات، ويرجح أنه يحوي كميات كبيرة مخزنة من الوقود. وأوضح عسيري أن الحملة الجوية استمرت في دعم عمل اللجان الشعبية للتقدم نحو المواقع التي تشهد قتالا ضد ميليشيا الحوثي وأعوان المخلوع علي عبدالله صالح، وأفاد بأنه تم تنفيذ عمليات دعم في مثلث لحج تعز عدن، ودعم أعمال اللواء 35 الذي يخوض معارك ضد الحوثيين وعناصر الجيش الموالية لهم، مشيرا إلى أن أعمال الدعم متواصلة كذلك في كل من لحج وعلى أطراف عدن، موضحا أن العمل مستمر وعلى مدار الساعة لدعم المقاومة في عدن وتعز والضالع وشبوة. وواصلت الحملة الجوية التي أنهت يومها الثالث والعشرين بقطع الطريق أمام الحوثيين، لتحريك معدات تابعة للجيش اليمني وبعض العربات القتالية وقواعد إطلاق صواريخ سكون ودبابات وناقلات جنود، من صنعاء باتجاه الشمال، وذلك ضمن تحضيرات المتمردين للقيام بعمل ما باتجاه الحدود، حيث أكد عسيري أن العمل جار لمتابعة تلك التحركات واستهداف القطع العسكرية التي يتم تحريكها. وعن الوضع على الحدود، أعلن العميد عسيري أن الاشتباكات المستمرة في قطاع نجران أسفرت عن استشهاد أحد أفراد القوات البرية وإصابة آخرين جميعهم غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج، موضحا بأنه تم إخماد مصادر النيران، وشدد على أنه لن يتم السماح لأولئك المتمردين بأن يشكلوا أي تهديد على الحدود أو محاولة جر قوات التحالف لعمل بري، مشيرا إلى أن قيادة التحالف ستحتفظ بزمام المبادرة ولن تسمح للحوثيين بفرض أي خيار لم يحن وقته بعد. وحول الوضع في عدن، نوه عسيري بالتقدم الذي تحرزه اللجان الشعبية على الأرض، موضحا أنها بدأت تتعرف على مواقع تخزين الأسلحة داخل المساكن، وأغارت على أكثر من موقع في المعلا وخور مكسر، كانت تحوي مخازن ذخيرة ونقاط تجمع لمقاتلي المتمردين، واصفا أداء اللجان بأنه في تحسن.