طلبت الأممالمتحدة أمس «هدنة إنسانية فورية لبضع ساعات» يومياً في اليمن، للسماح بنقل مزيد من المساعدات إلى البلاد حيث يتدهور الوضع أكثر فأكثر. وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة في اليمن يوهانس فان دير كلاو، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إن «الوضع يتدهور بين ساعة وأخرى». ودعا إلى «هدنة إنسانية فورية للنزاع» في اليمن. وقال: «نحتاج إلى بضع ساعات على الأقل كل يوم». وهذه «النافذة» التي طالبت بها المنظمة ستسمح للعاملين في المجال الإنساني بنقل أكبر المساعدات إلى سكان البلاد الذين يحتاجون إلى المواد الغذائية والأدوية ومياه الشرب والوقود. وحطت أول طائرة للجنة الدولية للصليب الأحمر محملة 16 طناً من المساعدات الطبية في صنعاء أمس، وتبعتها طائرة أخرى لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، فيما استمرت الضربات الجوية التي يشنها التحالف العربي على المتمردين الحوثيين، خصوصاً في الجنوب. وقالت الناطقة باسم الصليب الأحمر في اليمن ماري كلير فغالي عبر الهاتف: «إنها أول طائرة للجنة تهبط في صنعاء، وهي محملة 16 طناً من المساعدات الطبية». وتشمل المساعدات «أدوية ومعدات جراحية». وتابعت «غداً (اليوم) من المفترض أن تصل طائرة ثانية محملة 32 طناً من المساعدات الطبية، ومولدات كهربائية ومعدات لتنقية المياه مخصصة لمستشفيات صنعاء». وبعد ساعات قليلة وصلت طائرة تابعة ل «يونيسيف» إلى مطار صنعاء تحمل 16 طناً من المساعدات الطبية،على ما أفاد الناطق باسم الصندوق محمد الأسدي، الذي قال إن الشحنة تتضمن «أدوية ومضادات حيوية ومستلزمات الإسعافات الأولية». وكانت «يونيسيف» توقعت تفاقم سوء التغذية في اليمن خلال الأسابيع المقبلة. وقال جوليان هارنييس، ممثل «يونيسف» في اليمن، خلال زيارته جنيف الخميس: «سنشهد تفاقماً في سوء التغذية خلال الأسابيع المقبلة، هذا مؤكد للأسف. صعوبة الوصول إلى المياه وزيادة أسعار الأغذية وصعوبة التجول ونقص مياه الشرب، كلها مجتمعة مع تراجع خدمات الدولة ستؤدي إلى تراجع عدد الأطفال الذين يتوجهون إلى المدارس وزيادة في سوء التغذية». ويزيد من صعوبة الوضع أن اليمن من الدول الأكثر فقراً ومعاناة من سوء التغذية المزمنة التي طاولت نحو 48 في المئة من السكان في 2014. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نجحت الأربعاء في إيصال سفينة إلى عدن محملة مساعدات طبية. ووصل على متنها فريق طبي من خمسة عاملين في منظمة أطباء بلا حدود. وفي اليوم ذاته، نقلت المنظمة في حدود طنين ونصف الطن من المعدات الطبية إلى عدن في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء القصف الجوي على الحوثيين الذين سيطروا على مناطق واسعة في اليمن، من بينها صنعاء. وبعد فراره إلى عدن الجنوبية، خرج الرئيس عبد ربه منصور هادي ليلجأ إلى السعودية. وفي الأثناء، استمرت غارات التحالف العربي على سائر أنحاء اليمن لا سيما على مواقع الحوثيين وحلفائهم في الجنوب، كما استمر القتال بين المتمردين والمقاتلين الموالين للرئيس المعترف به دولياً. وذكر سكان ومسؤولون محليون أن التحالف استهدف ليل الخميس- الجمعة مواقع للمتمردين الحوثيين في الجنوب بغارات «هي الأعنف» منذ بداية العملية العسكرية. وقال أحد سكان الضاحية الشمالية لعدن، إن «الغارات كانت الأعنف منذ بدء عملية عاصفة الحزم». وأكد آخرون أنها استمرت لفترة طويلة من الليل واستهدفت مقر بلدية دار سعد عند المدخل الشمالي لعدن. وأضافوا أن الغارات وقعت بعد ساعات على وصول تعزيزات إلى المقاتلين الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى المبنى وتوابعه. وقالت المصادر نفسها إن مواقع أخرى استُهدفت، خصوصاً محيط الملعب الرياضي في وسط المدينة ونقاط مراقبة يسيطر عليها المتمردون. ولم تتوافر أي حصيلة لضحايا هذه الغارات على الفور. وفي عتق، كبرى مدن محافظة شبوة شرق عدن التي سيطرت عليها القوات الموالية لصالح الخميس، قال مسؤول محلي إن الغارات كانت «بالغة العنف». وأكد مسؤول آخر في المحافظة أن قاعدة عسكرية قريبة من المدينة استُهدفت، وكذلك مستودع للأسلحة في قاعدة مرة غرب عتق. وذكر سكان أن مواقع للمتمردين استهدفت أيضاً في محيط مدينة لحج الواقعة شمال عدن. وأشار شهود إلى شن الطيران غارات على مواقع القوات الموالية لصالح في محيط صنعاء لا سيما في قاعدة الديلمي الحوية، وفي محافظة عمران، إضافة إلى محافظة أبين الجنوبية. كذلك ذكر سكان أن 12 حوثياً قتلوا في مكمن نصبه المقاتلون الموالون لهادي في الضالع، فيما قتل وفق مصدر أمني عدد غير محدد من المتمردين في انفجار سيارة مفخخة في مركز استولى عليه الحوثيون في منطقة بيحان في محافظة شبوة الجنوبية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جدد مساء الخميس دعوته إلى التفاوض لحل النزاع في اليمن، محذراً من «تداعيات إقليمية». وقال بان الذي فشل مبعوثه جمال بنعمر في وساطته في النزاع: «يجب العودة إلى المفاوضات السياسية (..) لا يوجد حل آخر».