أعلن النائب العام المصري المستشار هشام بركات أمس إدراج جماعة "أنصار بيت المقدس" ومؤسسها و207 من أعضائها على قائمتي الكيانات "الإرهابية" و"الإرهابيين". وقال بركات، في بيان، إنه كان طلب من محكمة الجنايات إدراج الجماعة ومؤسسها وأعضائها على قائمتي الكيانات الإرهابية والإرهابيين إعمالا لقانون "تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين"، مضيفا أنه استند في طلبه إلى تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية "أنصار بيت المقدس" التي أسندت إلى مؤسسها توفيق فريج ارتكاب جرائم "تأسيس الجماعة واتصاله بتنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الإرهابية خارج مصر للقيام بأعمال إرهابية بمصر". وأشار البيان إلى أن التحقيقات انتهت إلى أن المنضمين للجماعة "تلقوا تدريبات بالخارج على يد تنظيم القاعدة، ثم أنشأوا معسكرات تدريبية وخلايا عنقودية لهم بمحافظات سيناء ومدن القناة والدقهلية وكفر الشيخ والفيوم وقنا لتنفيذ مخططهم، وأن النيابة أسندت لعناصر الجماعة تهما، من بينها تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية والتخابر مع منظمة أجنبية وتخريب منشآت الدولة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات". وكانت محكمة جنايات القاهرة بدأت أمس محاكمة 213 متهما من عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس لارتكابهم 54 جريمة تضمنت عمليات اغتيال لضباط شرطة ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وتفجير منشآت أمنية عدة. من جانبه قال المتحدث العسكري العميد محمد سمير إن "قوات حرس الحدود تمكنت خلال الفترة من 28 مارس الماضي وحتى 15 أبريل الجاري من اكتشاف وتدمير 69 فتحة نفق جديد على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة". إلى ذلك، حذر عدد من الخبراء المعنيين بشؤون الحركات الإرهابية من انتشار ظاهرة "التنظيمات الإرهابية العشوائية" في مصر حتى بات البعض يطلق عليها "تنظيمات الضربة الواحدة" في إشارة إلى هشاشة تكوينها، مؤكدين أهمية أن تكون هناك خريطة جديدة بانتشار تلك التنظيمات وأهم صور وأشكال العنف الذي تمارسه. ويرى القيادي السابق بالجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم أن "الجماعات الكبرى التي كان لها هيكل ثابت تكاد تكون انتهت أيضا، وفي مصر لا يمكن أن تكون هناك جماعات ذات هيكل كبير نظرا لقوة الدولة على عكس الوضع في العراق وسورية"، مشيرا إلى أن "روافد جماعات العنف في مصر يمكن حصرها في ثلاث جماعات رئيسة هي حازمون والسلفيون المستقلون والجماعات التكفيرية السابقة واللاحقة، وغالبية أفراد تلك الجماعات لديهم خلل في الفكر والفهم، ويجمعهم فكر التكفير، وقتل عناصر الجيش والشرطة، وغالبية من ينتمون إليها يقومون بعمليات العنف دون أي مقابل، مثل أحمد عبدالرحمن الذي قتل 14 فردا من ضباط وجنود الشرقية دون استفادة أي شيء، وأتوقع انحسار تلك التنظيمات خلال فترة لا تتجاوز العام". وطالب الخبير الأمني العميد خالد عكاشة بمواجهة تلك التنظيمات من خلال "المعلومات الاستراتيجية التي تركز على المدى البعيد والتهديد العام وتحقيق النصر العام في المواجهة، والأخرى المعلومات التكتيكية والتي تركز على المدى القصير والأهداف العاجلة، وترتيب عمليات المواجهة، ونظام الدعم اللوجستي". ويشير الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة علي بكر إلى أنه "من سمات التنظيمات الإرهابية العشوائية التي تميزها عن غيرها من التنظيمات التقليدية هو أنها تنظيمات ضعيفة من حيث الإمكانات، وتتكون من عدد صغير من الأفراد، وبعضها يرغب في مجرد إثارة الذعر بخلاف ما اعتادت عليه التنظيمات التقليدية في القيام بعمليات محددة وفقا لأهدافها، كما أن أفرادها ليسوا على قدر من الاحترافية التنظيمية".