للسعوديين مع الحق وقفات، ولهم مع التاريخ صولات وجولات، ولأنها المملكة العربية السعودية، وجهة العرب والمسلمين الدينية والسياسية والاقتصادية، فقد ولد على أرضها ميثاق قضية عادلة، كانت الرياضمسقط رأسه. كان هذا -الميثاق- كالثمرة اليانعة، التي غرسها السعوديون فأحسن العرب والمسلمون قطافها إجماعا وتوافقا، لتكون شرعيته الدينية والسياسية والإنسانية أمام الأمة والعالم أجمع. الساعة الثانية عشرة صباحا، ومع بواكير الفجر وخيوطه الأولى، الملك سلمان يأمر ببدء تنفيذ بنود هذا الميثاق، الطائرات الحربية السعودية تقلع من مطاراتها، ميممة وجهتها صوب الفئة الباغية، القلوب تدعو لهم، الأكف تتضرع إلى الله بنصرهم، لحظات، وأسراب الصقور السعودية تدك معاقل الحوثيين، تصليهم نارا حامية، تسقيهم الكأس آنية، تلك الكأس التي جرعوها المستضعفين في اليمن المغلوب على أمره، المتقلب في دهره، من ضيق إلى أضيق، ومن سوء إلى أسوأ. المملكة العربية السعودية كانت وما زالت، العمق الإيماني والاقتصادي والسياسي للعرب والمسلمين، هذه الريادة المكتسبة تفرض على المملكة أن تكون راعية للحق والعدل والسلام في المنطقة والعالم أجمع. إن التجاوزات الإيرانية في محيطنا الإقليمي عبر حراكاتها العدوانية المباشرة أو عبر وكلائها المأجورين في المنطقة ومنها اليمن، لتؤكد عدوانية هذه الدولة وسعيها الحثيث لتفتيت المنطقة وإعادة رسم خارطتها الجغرافية والسياسية عبر مفاهيم مذهبية وطائفية مقيتة. إن هذا المشروع الإيراني الذي تحملت السعودية كشقيقة كبرى للعرب والمسلمين توابع مواجهته، يثبت أن الرياض أخذت منذ زمن بعيد على عاتقها أمن المنطقة وسلامة مواطنيها. اليمن هو العمق الاستراتيجي لدول الخليج، وأمنه جزء لا يتجزأ من أمنها، والفوضى التي أججها الحوثيون واكتوى بنارها أغلب مكونات الشعب اليمني، كان لزاما إيقافها، وإعادة مسار العملية السياسية إلى وضعها الصحيح، من هنا كانت عاصفة الحق، ذراع السعودية الطولى والعرب، لإحقاق الحق وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح الذي يرضي اليمنيين، ويعيد وطنهم المختطف إليهم. تأبى المروءة والشرف والسؤدد، ويأبى التاريخ وصوره المشرقة، أن تكون المملكة خارج نطاق الحل والربط، وتأبى كرامة السعودي أن يكون متخاذلا عن نصرة الحق والعدل، وتأبى المملكة أن تكون نهاية طرفية لإرادة أحد. اليوم ومع نذر صرخة الحزم الأولى، التي أعلن بدايتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بارك السعوديون هذا الفعل، وكلهم على قلب رجل واحد، مرددين العزة لله والمجد لنا، والأمر لله من قبل ومن بعد.