م. عايض الميلبي اليمن دولة عربية لها ارتباطها التاريخي والجغرافي بمحيطها، فاليمنيون يتحدثون العربية، وتربطهم بجيرانهم العرب علاقات ثقافية مشتركة؛ فثمة الرابط الديني الذي يجعل الفرد اليمني أخا لإخوانه العرب يفرحون لفرحه، ويشمرون لنصرته إذ ناله ضيم، أو مسه مكروه، وزد على هذا رابط العروبة الذي يجمع الشعب العربي تحت سقف واحد، ومصلحة واحدة، وهدف مشترك. بعد هذا كله، بأي منطق وبأي نهج يقف العرب صامتين، وهم يرون يدا فارسية تمتد لأرض اليمن كي تعبث بأهله ومقدراته، لقد بلغ السيل الزبى، ونفد الصبر، ولقد اتعظ العرب بما فعلته إيران في العراق، وسورية ولبنان، وقرروا أن يوقفوا هذا المد الفارسي البغيض، الذي يبدو أنه لا يفقه سوى قوة الردع والحزم، فاتخذت المملكة العربية السعودية هذا القرار التاريخي، هي وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي؛ ولأن الدفاع عن الشرعية في اليمن، وعن العرب جميعا هو المقصد انضمت عدة دول عربية وإسلامية لهذا التحالف، الذي بدأ ضرباته الجوية على معاقل ميليشيات الحوثيين ومن شايعهم. والحق الذي لا امتراء فيه، هو أن الأمة العربية اعتادت على المواقف الشجاعة والحاسمة من قبل السعودية؛ خاصة حينما يتعلق الأمر بالأمن القومي العربي، وقيادتها لهذا التحالف خير شاهد، وبالتأكيد تلك الضربات المباغتة التي أيقظت أعداء اليمن والعروبة من غفلتهم، آتت أكلها وبعثرت أوراق إيران التوسعية بصورة لم تضع لها أي حساب؛ ونتيجة لذلك تركت أنصارها في اليمن يواجهون مصيرهم المحتوم، وهؤلاء ثلة استطاعت حقنهم بفكر الطائفية الكريه، فأعمت بصائرهم عن الحق والرشاد، حتى خانوا وطنهم وارتموا بأحضان العدو. إن اليمن دولة عربية وجارة شقيقة، وستظل كذلك بإذن الله تعالى، لن تُختطف باسم الطائفية التي يعزف عليها ملالي الفرس ليل نهار، وفي نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح، ونحن كما قال صاحب السمو الملكي سعود الفيصل وزير الخارجية: لسنا دعاة حرب لكن إذا قرعت طبولها فإننا جاهزون لها.