أكد خبراء ديبلوماسيون وعسكريون مصريون أن التدخل البري في اليمن مرهون بتطورات أوضاع العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة على الأرض. وقال مساعد وزير الخارجية السابق حمدي صالح إن الصراع بين قوى التحالف وجماعة الحوثي المتمردة في اليمن سينتهي بانتصار التحالف، لافتا إلى أن التدخل البري في الداخل اليمني سيكون محدودا للغاية عن طريق القوات الخاصة، خصوصا أن الحوثيين، ومن ورائهم إيران، لن يستطيعوا تحمل تكاليف حرب إقليمية باهظة ضد دول الخليج. وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير أحمد القويسني أن "الهدف من ضربات عاصفة الحزم هو إجبار ميليشيات الحوثيين على أن يجلسوا على مائدة التفاوض، والتدخل البري لليمن مرهون بالضرورة، وطالما نجح القصف الجوي في شل حركة الحوثيين وقطع أوصالهم وقدرتهم على التحكم وقصف مراكز قيادتهم، فإن الحاجة إلى جيش بري في الداخل اليمني أمر لا تحتمه الضرورة، لا سيما أن حجم النجاح الحاسم لعاصفة الحزم أدى إلى تراجع الحوثيين ومكن القبائل اليمنية من طردهم ومنعهم من السيطرة على أهداف جديدة". من جهته، قال المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء محمود خلف إن "عاصفة الحزم تستهدف عودة السلطة الشرعية وتغيير الوضع على الأرض بحرمان الحوثيين من الأسلحة ومنع الإمدادات بالقصف الجوي حتى تجف تماما مواردهم ليأتي الحل السياسي بعد ذلك، ونحن الآن في مرحلة تجفيف منابع الإمداد وضرب مخازن الأسلحة، والقوات الجوية الآن تقوم بأعمال الرصد والتصوير الجوى وعملية الاستخبارات لتحليل الموقف بدقة للوضع على الأرض بجانب قيامها بأعمال القصف، وقيادة التحالف تعلم جيدا ماذا تفعل". ومن جانبه، قال الخبير العسكري اللواء سيد هاشم إن "التدخل البري أمر لا مفر منه، فالضربات الجوية لن تحسم الأمر على الأرض مهما كانت شدتها، مؤكدا أنه غير قلق من تدخل القوات المصرية في اليمن ضمن التحالف العربي. وأضاف أنه "يمكن أن يكون للتدخل البري منافع كثيرة أهمها الحفاظ على أمن مصر وأمن دول الخليج، والإسهام في توحيد صفوف العرب للدفاع عن أمنهم القومي وحماية مصالحهم المشتركة بأنفسهم". لافتا إلى أن قوات التحالف تعرف جيدا التوقيت المناسب للتدخل البري، خصوصا أن المعركة مدروسة بشكل عميق قبل الدخول فيها". من ناحية ثانية، أكدت مصر أمس أنه تم إجلاء 785 مواطنا مصريا من اليمن منذ بدء العمليات العسكرية حتى الآن، سواء برا أو بحرا أو جوا. وقال المتحدث باسم الخارجية السفير بدر عبدالعاطي، في تصريحات صحفية، إنه "تم عبور عدد من المصريين العائدين من اليمن من خلال معبر الخضرة الحدودي مع السعودية للمرة الأولى، إضافة إلى وصول العشرات من خلال معبر الطوال الحدودي السعودي أيضا، وعمليات الإجلاء ما زالت مستمرة، ويتم إعادة المصريين على نفقة الدولة من مطارات الدول المجاورة لليمن".