أكد خبراء عسكريون أن "عاصفة الحزم" وجهت رسائل واضحة لعدد من الدول، بأن العرب لن يكتفوا بعد اليوم باتباع السياسات الدفاعية، وأنهم سيتخذون وحدهم قرار الدفاع عن مصالح أمنهم القومي، من دون انتظار إذن من أحد، مشيرين إلى أن إدارة المسائل العسكرية والأمنية لعملية "عاصفة الحزم" قضت على أحلام الحوثيين ومن يحركونهم، مثلما دفعت قوى كبرى تدرك أن لدى العرب إستراتيجية ثابتة للدفاع عن الدول العربية، وفق مسارات معينة وبحسب نوع العدائيات المباشرة التي تواجههم. وقال الخبير الاستراتيجي والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، اللواء محمود خلف "المملكة حجر اتزان العرب، وعاصفة الحزم أكدت مدى قدرتها على تحقيق الاتزان الاستراتيجي في المنطقة العربية، خصوصا أنها من بين القوى العشر المشاركة في العملية، فضلاً عن إجادتها لفن إدارة الصراع الحديث. وكان لعملية عاصفة الحزم رد فعل كبير على الأرض". وأضاف خلف "العاصفة التي قادتها المملكة في اليمن دفعت الولاياتالمتحدة إلى تغيير أوراقها ومراجعة مواقفها تماما، حيث اتجهت السياسة الأميركية منذ العام الماضي للتركيز على شرق آسيا وترك المنطقة لإيران، بحيث تسيطر على منطقة الشرق الأوسط، وكان اهتمامها الكامل منصبا على دولتي الصين والهند، ولذلك كانت تسعى إلى كسب ودهما، ثم جاءت عاصفة الحزم بمثابة تأكيد على قوة المنطقة، وعلى أن هناك قوى فاعلة يمكنها الدفاع عن الأمن القومي العربي بصورة عامة، والخليجي بصورة خاصة، من دون النظر إلى رد الفعل الأميركي أو غيره، فضلا عما جسدته من أن هناك إرادة سياسية من قبل المملكة والعرب، وأن هناك أيضا رغبة عربية في التصدي للمخططات التوسعية الإيرانية في المنطقة". ومضى خلف بالقول "التحرك العربي في عاصفة الحزم أربك حسابات الجميع، لا سيما إيران، التي كانت صرحت من قبل على لسان مستشار رئيسها بأنها تسيطر على القرار في أربع عواصم عربية هي بغداد، ودمشق، وصنعاء، ولبنان". من جانبه، قال الخبير الأمني ومدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، العميد خالد عكاشة "العرب نجحوا من خلال عاصفة الحزم في الدفاع عن أنفسهم، وجعلوا العالم يخضع لهم، ويعلن تأييده وتفهمه للعمليات العسكرية في اليمن، بعد أن حققوا السيطرة الكاملة على الأهداف والمجال الجوي لليمن، حيث استهدفت عملية عاصفة الحزم الدفاعات الجوية ومضادات الصواريخ الحوثية، فضلا عن أن الضربات الجوية تمت بحرفية عالية، بعدما وضع الأمر بيد من يستطيع إدارة المسائل العسكرية والأمنية في الداخل اليمني، إضافة إلى نجاح عملية عاصفة الحزم في تحديد أهدافها، وعندما تأكد العالم أن العرب يعملون بحرفية، وأن قادتهم العسكريين درسوا الموقف قبل أن يتدخلوا عسكريا، بدأت التصريحات المؤيدة تظهر لتقضى على أحلام الحوثيين، الذين ظنوا أن العرب سيتركونهم يفرضون سيطرتهم على اليمن، وهو ما أكدته الجامعة العربية في قمتها الأخيرة بشرم الشيخ، عندما تقرر تشكيل قوة عربية مشتركة، للتصدي للهجمات الإرهابية والتحديات التي تواجه المنطقة العربية بهدف تقسيمها لتحقيق مصالح دول خارجية".