أجمع استراتيجيون وسياسيون، على أن الأطماع الإيرانية في المنطقة تاريخية وتنطلق من شعور مزعوم بتفوق عسكري، ومن ثم تسعى لأن تكون القوة الإقليمية صاحبة النفوذ في المنطقة. وأكدوا أن «عاصفة الحزم» العربية التي تقودها المملكة قادرة على ردع الأطماع الإيرانية. وتوقعوا أن تقضي «العاصفة» على حالة الفراغ في المنطقة، وتعيد التوزان الإقليمي وتردع الأطماع الإيرانية. وقال اللواء أركان حرب صلاح المعداوي، إن النظام الإيراني ينطلق من مخطط لهدم الأمن القومي العربي وتفكيك منظومة مجلس التعاون، ومن ثم فإن هذا النظام ليس لديه مانع في التعامل مع إسرائيل والقاعدة. وأضاف أن النظام في طهران استغل تداعيات ثورات الربيع العربي لتحقيق أهدافه في تقويض الأمن القومي وتوسيع نفوذه في المنطقة عبر اليمن والسعي إلى والسيطرة على مضيق باب المندب، مستغلا تسويته المرتقبة للملف النووي، وأكد أن عاصفة الحزم مثلت برهانا على إدراك الدول العربية لمخاطر الأطماع الإيرانية في المنطقة والتعاون لردع هذه الأطماع. وأفاد رئيس منتدى الحوار الاستراتيجي لدراسات الدفاع والعلاقات المدنية اللواء عادل سليمان، أن طهران تعمل منذ فترة لتنفيذ مخطط تقسيم الدول العربية في سياق مخطط الشرق الأوسط الكبير القائم على أساس تقسيم دول المنطقة إلى دويلات عديدة على أسس عرقية وطائفية ومذهبية. وأشار إلى أن الإيرانيين لا ينسون عداءهم التاريخي للعرب منذ أن هزمت فارس في حرب القادسية على يد العرب، وأنهم استخدموا ورقة الحوثيين لإدخال اليمن في أتون حروب داخلية وتمزيقها واستنزاف مواردها وضرب وحدتها، محذرا من أن المخطط الإيراني كان يسعى إلى تحويل اليمن إلى بلد مولد للعنف والإرهاب وتصديره إلى دول الجوار. أما مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام الدكتور حسن أبو طالب، فرأى أن سيطرة الحوثيين على اليمن ترتبط بأهداف إيران الاستراتيجية المبنية على المشروع التوسعي في المنطقة، لافتا إلى أن ما يحدث في اليمن انقلاب إيراني على العرب، في ظاهره وفي باطنه استثمار إيراني لليمن كموقع استراتيجي لأي دولة تسعى للسيطرة على الجزيرة العربية وشمال أفريقيا اقتصاديا وعسكريا وفكريا، مستغلة حالة الفراغ العربي، غير أن عاصفة الحزم التي تقودها المملكة ستقضي على هذا الفراغ في المنطقة وتعيد التوازن الإقليمي وتردع الأطماع الإيرانية. واعتبر خبير الشؤون الإيرانية الكتور مدحت حماد، أن العملية العسكرية أطاحت بأحلام إيران فى منطقة الخليج، وأكدت فشل إيران في مخططها التطويقي للمنطقة، لافتا إلى أن طهران كانت تسعى للانفراد بالكلمة العليا في مضيق باب المندب، وتشكيل تهديد للأمن القومي العربي إلا أن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة، كان له موقف آخر فقلب الموازين وأجهض هذا المخطط المشبوه. واستبعد حماد، إمكانية أن تفتح إيران جبهة صراع عسكري مع دول الخليج، وبالتالي من غير المنتظر أن تستمر في دعم الحوثيين بإرسال قوات إيرانية بعد تنفيذ عملية «عاصفة الحزم». بدوره، أفاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «عاصفة الحزم» تمثل مواجهة قوية وحازمة لمحاولات إيران مد نفوذها في المنطقة العربية والخليج، مشددا على أنها خطوة مهمة لمواجهة القوى الإرهابية الساعية لنشر الفوضى والعنف وتنفيذ أجندات خارجية، كما أنها تمثل إنذارا لكل الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش». فيما أكد المحلل السياسي الدكتور عمار علي حسن، أن دعم تحالف الشرعية يشكل البداية الحقيقية لتشكيل القوة العربية المشتركة، خاصة أن التهديد الحوثي انتقل من أجندة داخلية بحتة لفرض وجهة نظر فصيل على حساب فصائل أخرى إلى تهديد الاستقرار فى المنطقة العربية، مستنكراً استخدام الحوثي للمدنيين دروعا بشرية