أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمرا بملاحقة مرتكبي حالات التخريب التي تحدث في مدينة تكريت، شمال بغداد، التي تحررت الثلاثاء الماضي من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، بحسبما نقل بيان رسمي أمس. وأعلنت منظمة العفو الدولية أول من أمس، أنها تحقق في انتهاكات لحقوق الإنسان ربما تكون ارتكبتها القوات العراقية وحلفاؤها أثناء الهجوم لاستعادة مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد). ونقل بيان عن مكتب العبادي أن "رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أصدر أوامر بالتصدي لحالات التخريب التي تمارسها عصابات تريد الإساءة إلى البطولات التي سطرها مقاتلو قواتنا البطلة والمتطوعون من الحشد الشعبي" في مدينة تكريت. واتهمت مصادر غير رسمية مقاتلين شاركوا في تحرير تكريت، بالوقوف وراء أحداث سلب وحرق لممتلكات المدنيين في المدينة. ودعا العبادي القوات الموجودة في تكريت إلى إلقاء القبض على كل شخص يقوم بمثل هذه الأعمال والحفاظ على الممتلكات والمنشآت في محافظة صلاح الدين، وفقا للبيان. وأكد على "توجيه الجهود الخدمية لإعادة الحياة للمحافظة وإعادة أهلها وتسليم أمنها للشرطة المحلية". وشاركت قوات عراقية من الجيش والشرطة وفصائل شيعية ومقاتلون من أبناء عشائر سنية، في الهجوم لتحرير مدينة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين.وبدأت عملية تحرير تكريت في الثاني من مارس الماضي، فيما ضربت واشنطن بطلب من بغداد مواقع تنظيم داعش داخل المدينة أواخر الشهر ذاته. من جانبه، أعرب نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، عن أسفه لتعرض ممتلكات المدنيين في تكريت لعمليات سلب ونهب، وقال في بيان، أمس، إن العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي، أقرا بتعرض ممتلكات المدنيين في تكريت إلى النهب والحرق على أيدي جماعات مسلحة. وتابع أن ما يصل من أخبار ومعلومات حول قيام جماعات مسلحة بالسرقة والحرق وعمليات سلب ممتلكات المواطنين في تكريت، هي "رسالة سلبية سوداء تجهض المعنى الحقيقي للانتصار لأنها تنتقم من المواطنين أصحاب المصلحة في النص". وحمّل النجيفي الحكومة مسؤولية حماية ممتلكات المدنيين في تكريت، داعيا إلى ضرب المجموعات التي تقوم بانتهاكات والاعتداء على ممتلكات المواطنين، واعتبر أنها "تقدم خدمات مجانية لداعش وتقتدي بفعلها الأسود، وتنال من جوهر الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة". من جانبه، دعا المرجع الديني محمد تقي المدرسي، قوات الأمن العراقية ومقاتلي الحشد الشعبي إلى عدم المساس بسكان تكريت واحترامهم، فيما حذر مما أسماه ب"فتنة الانتصار". وقال في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء، إن "على الشعب العراقي والمسؤولين في الحكومة والقوات الأمنية أن ينتبهوا جيدا إلى فتنة النصر والالتزام بالقيم وعدم المساس بأهالي تكريت واحترامهم لأنهم ضحايا داعش".