أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس النصر في معركة تحرير تكريت من أيدي تنظيم «داعش» الذي سيطر على المدينة منذ يونيو الماضي. وقال العبادي وهو القائد العام للقوات المسلحة في بيان إن «عملية التحرير كانت بجهود عراقية، ورفع العلم فوق مبنى المحافظة». بدوره، أكد المتحدث باسم الحكومة رافد جبوري أن قوات الأمن لاتزال تقوم بالتطهير بعد الوصول إلى مركز المدينة. من جانبه، قال جاسم جبارة رئيس اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين «تم تحرير مدينة تكريت بالكامل». وقام قائد شرطة صلاح الدين اللواء حمد النامس، وضباط كبار من الشرطة والجيش بجولة في مدينة تكريت لتقييم الوضع الأمني داخل المدينة وإعادة توزيع قوات الشرطة لتولي حماية الأحياء والمنازل وممتلكات السكان. وأكد جبارة أن «شرطة صلاح الدين ستقوم بواجب الأمن والانتشار في المدينة لحمايتها». استعادت القوات العراقية أمس السيطرة على المقرات الحكومية في مدينة تكريت شمال بغداد، في إطار العمليات التي تنفذ منذ بداية الشهر الحالي لاستعادة السيطرة عليها من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. وقال ضابط برتبة لواء في الجيش العراقي إن القوات العراقية طهرت المجمع الحكومي في تكريت ويشمل مبنيي المحافظة ومجلس محافظة صلاح الدين، إضافة إلى مستشفى تكريت، ورفعت العلم العراقي فوق هذه المباني في القسم الجنوبي من تكريت. وأكد أن «الأبنية الحكومية تحت سيطرة قواتنا منذ ليلة الإثنين. وأكد محافظ صلاح الدين رائد الجبوري أن «القوات العراقية سيطرت على مبنى محافظة صلاح الدين ورفعت العلم العراقي وعلى مستشفى تكريت التعليمي ومبنى كيلة الطب وسجن التسفيرات والوقف السني» وتقع جميعها في القسم الجنوبي من تكريت. ويعد التقدم الذي حققته القوات العراقية الأكبر منذ انطلاق العمليات في الثاني من يونيو الحالي، لتحرير مدينة تكريت. وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي شاركت في العملية بعد أن تحدثت بعض الجماعات بأنهم جمدوا عمليات الهجوم ردا على الضربات الجوية الأمريكية، حسبما نقل بيان صادر عن مكتبه. وأضاف أن «قواتنا الأمنية وصلت إلى مركز مدينة تكريت وحررت الجانبين الجنوبي والغربي، وتتحرك للسيطرة على كامل المدينة». وشاركت قوات من الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلين من أبناء عشائر صلاح الدين في الهجوم، فيما نفذ التحالف الدولي بقيادة واشنطن وقوات عراقية تقديم الدعم الجوي. وأعلنت الولاياتالمتحدة التي تتهم الفصائل الشيعية بكونها مخترقة من إيران، بأنها شاركت في العمليات بعد تقديم بغداد ضمانات لتولي القوات الحكومية المهمة الرئيسة في الهجوم. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الجمعة إن «تلك المليشيات الشيعية المرتبطة بإيران والمخترقة من قبلها أو أنها خاضعة لتأثيرها تمت إزاحتها كلياً من أرض المعركة». وأضاف أن «مغادرتها أرض المعركة أمر مرحب به». وبدأ طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في 25 من الشهر الحالي، ضربات ضد معاقل المتطرفين في تكريت آخرها الأحد والإثنين، وفقا للبنتاجون. وأكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارة قام بها أمس لبغداد، على أنه يتوجب على العراق «وضع الفصائل المسلحة التي تدعم الحكومة تحت سيطرتها». وأضاف أن «المدنيين الذين نجوا من وحشية داعش (في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية) يجب أن لا يخشوا من محرريهم». وتتمتع تكريت ذات الغالبية السنية، بأهمية رمزية واستراتيجية. فهي مسقط رأس الرئيس الأسبق صدام حسين وفيها ثقل لحزب البعث المنحل الذي يعتقد أن بعض قادته في المدينة تعاونوا مع التنظيم. كما تقع على الطريق بين بغداد والموصل، مركز محافظة نينوى في شمال البلاد.