تمكنت قوات الشرطة الاتحادية العراقية من تحرير المدن الواقعة شرق نهر دجلة بمحافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، فيما تواصل تقدمها نحو الجانب الغربي بمحورين بدعم من الطيران العراقي والتحالف الدولي. وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية رائد شاكر ل"الوطن" إن "الأجهزة الأمنية حققت تقدما في عملية تحرير مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش، فتم تحرير جميع المناطق شرق دجلة ومناطق العوجة القديمة والجديدة، أما الجانب الغربي من مدينة تكريت فتواصل القوات الأمنية من الشرطة الاتحادية ومسلحي العشائر التقدم من محورين يتفرع منها ثمانية محاور لتحرير المدينة بالكامل بالتنسيق مع طيران سلاح الجو العراقي والتحالف الدولي". وفي قطاع آخر من العمليات أكد شاكر مقتل ثمانية إرهابيين في جبال حمرين، وقال إن "القوات الأمنية نفذت عملية صباح أمس صوب سلسلة جبال حمرين شرق تكريت على مقرات يتحصن فيها عناصر من داعش، وتمكنت من السيطرة عليها وقتلت خمسة إرهابيين". من جانبها، أرسلت وزارة البيئة فرق عملها إلى المدن المحررة في محافظات عراقية من سيطرة داعش لتقديم الاستشارة الفنية للأجهزة الأمنية لإزالة الألغام والعبوات الناسفة لتأمين عودة النازحين إلى مساكنهم. وقال مدير التخطيط في دائرة شؤون الألغام أحمد علي محمود ل"الوطن" إن "فرق وزارة البيئة تواصل إجراء المسح الميداني في محافظتي ديالى وصلاح الدين منذ منتصف الشهر الجاري، لإزالة العبوات الناسفة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في المدن المحررة من سيطرة داعش"، مشيرا إلى الاستعانة بشركات ومنظمات دولية لإزالة الألغام والعبوات الناسفة وتفكيك المنازل المفخخة. وفيما تهدف عمليات إزالة الألغام والعبوات الناسفة إلى تأمين طرق القطاعات العسكرية لمواصلة تقدمها نحو أهدافها أعلنت وزارة الدفاع حاجتها إلى المزيد من الوقت لتكون المدن المحررة مؤمنة لاستقبال النازحين. وفي سياق آخر، دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى تشكيل هيئة خاصة بضحايا الإرهاب، أسوة بهيئات أخرى تم إنشاؤها في وقت سابق للعمل على تخفيف معاناة شرائح اجتماعية وقع عليها الضرر. وقال في كلمته خلال مؤتمر الحقوق المدنية في المناطق غير المستقرة في العراق أمس إن "تنظيم داعش مارس إرهابا متنوعا في حق سكان المناطق التي سيطر عليها". مشيرا إلى أن "ذلك أنتج نزوح آلاف من سكان تلك المناطق إلى مناطق غير مأهولة"، ومبينا أن "من لم يستطيعوا الخروج من المناطق أصبحوا بحكم الرهائن ومورس في حقهم التعذيب". وأكد الحاجة إلى حزمة تشريعات "تضمن حقوق المدنيين المختطفين من قبل داعش"، مشددا على أهمية "دعم صندوق التنمية والإعمار المؤمل أن ينشط قريبا"، فضلا عن تشكيل هيئة خاصة بضحايا الإرهاب لتخفيف الضرر عنهم. من جانبها، دعت الأممالمتحدة أمس الحكومة العراقية في المؤتمر ذاته إلى منح المؤسسات المدنية في المناطق المحررة من سيطرة داعش الأموال اللازمة للنهوض بواقع تلك المناطق. وقال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوستن في كلمة له إنه "يجب أن توفر الحكومة الحاجات الضرورية للسكان في المناطق المحررة من سيطرة داعش، والعمل على توفير الخدمات من أجل تحفيز النازحين على العودة لمناطقهم والعمل على استتباب الأمن في تلك المناطق".