شنت القوات العراقية فجر أمس عملية واسعة لاستعادة تكريت، بعد اكثر من اسبوعين على سيطرة «داعش عليها»، وأكد مصدر رفيع المستوى في مكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) سيطرة قوات خاصة من جهاز مكافحة الارهاب على مكتب المحافظ ، وأشار إلى أن عملية التطهير ستتم بعد التقاء الارتال المهاجمة. وكانت مجموعات مسلحة محلية تحالفت مع «داعش» سيطرت في 12 الجاري على محافظة صلاح الدين بعد يوم واحد من سقوط الموصل. وقال المصدر في تصريح الى «الحياة» ان «قواتنا الامنية المتمركزة في سامراء نُقلت جواً الى قاعدة سبايكر القريبة من تكريت، وقد بدأت فجر اليوم (امس) هجوماً من محاور عدة لتطهير مدينة المدينة والمناطق المحيطة بها». وأوضح ان «قوة اندفعت من سامراء باتجاه المدينة عبر قرية مكيشيفية لتنتشر بالقرب من قرية العوجة التي تعد من أهم أوكار «داعش»، بعد تفكيك الالغام والعبوات التي زرعت ابتداء من ناحية دجلة صعوداً نحو تكريت وهي حتى الان (ظهر أمس) انتهت من إزالتها من قرية مكيشيفة وتفرض سيطرتها على المنطقة بعمق 5 كيلومترات أسفل قرية العوجة وتحاصرها، اما المحور الثاني فهو من جهة صحراء الجلام، شرق سامراء، من ناحية العلم، وحقق تقدماً كبيراً لكنه حتى الان (ظهر امس) لم يصل إلى هدفه بسبب الألغام المزروعة على الطريق، اما المحور الثالث فتندفع عبره مدرعة على طريق بغداد - الموصل لفرض طوق من جهة الشمال, كما نجحت قوات متمركزة في قاعدة سبايكر في الحد من حركة الارهابيين من جهة الغرب، وهم خليط من داعش والنقشبندية». واكد ان «قوات النخبة في جهاز مكافحة الارهاب تمكنت فجراً، بإسناد من الطيران وغطاء مدفعي من السيطرة على مبنى المحافظة في عملية مزدوجة من الجو والارض، وحولته الى قاعدة للانطلاق باتجاه الاحياء بعد تحصينة». وعن خطط تطهير المدينة، قال ان «قواتنا الامنية في انتظار الانتهاء من تفكيك القنابل التي زرعها الارهابيون عند مداخل تكريت لتتمكن من الدخول وتحريرها ممن تبقى من فلول الدواعش المنهارة وستشرع قوة من جامعة صلاح الدين بتطهير قلب المدينة بمشاركة القوات المتخندقة في مكتب المحافظ». وأكد «احباط هجومين لمسلحي داعش لفك الحصار عن عناصره في تكريت من الشمال والشرق واستطاع الطيران تدمير ارتال قادمة من الموصل، ومنعها من الوصول، والثانية ردتها القوات البرية، وكانت عبارة عن نجدة قادمة من صحراء العظيم عبر الطريق القديم تكريت - كركوك من جهة شرق سامراء». وعن التحصينات التي اقامها المسلحون، قال ان «المعلومات الاستخباراتية المتوافرة لدينا تشير الى انهم أقاموا خطين دفاعيين من العبوات الناسفة والألغام: الاول عند بوابات المدينة وهي عبارة عن كتلة من المتفجرات وقناني غاز الاوكسجين وغاز الطبخ، اما الثاني فتمثل بحفر خنادق في الشوارع العامة والرئيسية في المركز التجاري لتكريت والاحياء المحيطة به، وحولوها الى قنابل كتلوية من خلال ملئها بالعبوات لتفجيرها». وتابع ان «من بقي من اهالي تكريت بدأ النزوح منذ فجر اليوم (امس) باتجاه الارياف والمدينة الان خالية من السكان، على ما أفاد نازحون وتقارير استخباراتية من الداخل». إلى ذلك، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا، خلال مؤتمر صحافي امس ان «قوات وزارة الداخلية والتدخل السريع تمكنت من قتل 29 ارهابياً بينهم المسؤول العسكري في تكريت مع احد مساعديه»، واشار الى ان «قادة عصابات داعش بدأوا بالفرار بعد انهيار معنوياتهم، ودفنوا قتلاهم داخل القصور الرئاسية في تكريت خشية الضربات الجوية». وأشار الى «قرب مشاركة الطائرات الروسية المقاتلة قريباً جداً وقد تكون في الساعات المقبلة وستعزز جهود قواتنا الامنية في حربها ضد الارهاب».