لم يكن أحد يتصور على الإطلاق أن العرب سترد على التدخلات الإيرانية في اليمن وغيرها بالطريقة التي ردت بها قبل أيام، خاصة أنها اختارت الزمان والمكان الصحيحين الحازمين اللذين لم يخطرا على بال أحد ممن يراقب ويتتبع الأحداث. أكثرنا كان يخشى من فرض الواقع بسيطرة الحوثيين - ذراع إيران - على اليمن وأهله ومن ثم التحكم بمصير شعبه والتحكم بمضيق باب المندب وفرض سيطرتهم وهيمنتهم عليه، لكن حزم العرب ونفاذ حلمهم وصبرهم الطويل الذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود على إيران وأذنابها أنهى تلك المخاوف لدى الشعوب العربية بل الإسلامية كلها، فقطع رأس الأفعى وقصم ظهرها وأنهى أحلام الحوثيين ومن سار في ركبهم إلى أبد الآبدين، ومن غير رجعة بعون الله تعالى. كان الرد صاعقا مفاجئا لإيران ولأذنابها، مزلزلا مدويا على الرؤوس العفنة التي باعت دينها وأوطانها لأعداء العروبة والإسلام أين ما كانوا، العرب لا تتمنى الحرب ولا تسعى لها أبدا بل صبرت عقودا طوالا حتى تغطرس المد الصفوي وأصبح جليا واضحا قويا نافذا في شعوبها وأوطانها، حينها علم العرب يقينا أنهم لا يمكنهم دفعه بحسن الجوار وصفاء النية والقصد، فصالوا على الباغي صولتهم فكتبها لهم ربهم وسجلها لهم الحاضر والمستقبل في صفحاتهم المشرقة، ونقشها الأحرار في عقولهم وضمائرهم تتغنى بها الأجيال، هم أقاموا الدين وبه قاموا ما تجاوزوا قول نبيهم ولا عليه تجاوزوا بل صانوا الدين وعند حدوده وقفوا قال لهم نبيهم: (لا تتمنوا لقاء العدو وإذا لقيتموهم فاصبروا)، فهم لم يتمنوا لقاء العدو وهاهم لقوه وصبروا فانعم بها من وقفة سيشهد لها الرحمن وكل خلقه.