نجح منظمون في ثني عدد من العلماء والأطباء والباحثين الغربيين، عن عدم المشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لعلوم طب القلب المتقدمة، الذي تحتضنه المنطقة الشرقية، برعاية أمير المنطقة الأمير محمد بن فهد، تحت شعار "ملك الأعضاء 2010". وكان ما يربو على 32 عالماً وباحثاً دولياً من مختلف دول العالم، من بينهم 18 متخصصاً في الحقل الطبي من الولاياتالمتحدةالأمريكية، قد انتابتهم مجموعة من المخاوف على حياتهم وأمنهم وسلامتهم الشخصية من جراء دعوة قس أمريكي لحرق المصحف الشريف في إحدى الكنائس الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر. وهو ما دفعهم إلى إعلان عدم رغبتهم بالمشاركة في المؤتمر الطبي العالمي الذي تحتضنه المملكة. وقد أكد مدير ومؤسس المؤتمر، مدير مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب في الأحساء الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العبدالقادر، أن اللجنة المنظمة، قامت بدور كبير في هذا الإطار، وأنها خاطبت المشاركين في فعاليات المؤتمر، ونجحت في تبديد مخاوفهم وإقناعهم بأن المملكة بلد آمن ومسالم وأن مواطنيه لا يتعرضون لضيوف المملكة. جاء ذلك في حديث خاص أدلى به الدكتور العبدالقادر إلى "الوطن" أمس عقب المؤتمر الصحفي الذي عقده للإعلان عن انطلاق فعاليات المؤتمر يوم الاثنين المقبل، في فندق الأحساء إنتركونتيننتال، ولمدة أربعة أيام. وأضاف العبدالقادر أن إشكالية إحجام علماء كبار وبخاصة من الولاياتالمتحدة عن المشاركة في المؤتمر، كانت من أبرز الصعوبات التي واجهتها اللجنة المنظمة. منوهاً إلى أن المنظمين وبالتواصل المستمر مع العلماء والمشاركين، تمكنوا من تبديد مخاوف المدعوين، حيث أكدوا لهم أن "المملكة بلد أمن وأمان، كما أن المؤتمر يحظى باهتمام ورعاية كبيرتين من أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز". وكان الدكتور العبدالقادر، قد أوضح خلال المؤتمر الصحفي أمس، أن المشاركين في المؤتمر هم 32 عالماً من بينهم 18 عالماً من الولاياتالمتحدة، وأربعة من أوروبا، و10 من الدول العربية ومن المملكة، موضحاً أن من بين العلماء المتحدثين في فعاليات المؤتمر: الدكتور بول روش رئيس المعهد الأمريكي، والدكتور هاني كمال نجم رئيس جمعية القلب السعودية، والبروفسور فرانس هالبيرغ مدير مركز هالبيرغ للكرونوبايولوجيا بجامعة منيسوتا ومؤسس علم الكرونوبايولوجيا، والدكتور رولين ماكراتي كبير الباحثين ورئيس فريق البحث العلمي بمعهد رياضيات القلب الأمريكي، والدكتور كيلمر ماكولي رئيس المختبر الطبي الباثولوجي مطور نظرية الهوموسيستيين، والبروفيسور ديباك سريفستاتا خبير أبحاث جينية وأبحاث القلب والشرايين ورئيس معهد جلادستون بأمريكا لأبحاث طب القلب والشرايين، والدكتور جيمس كوردون خبير دولي ومؤسس مركز الطب الجسدي والنفسي عميد كلية الطب الجسدي والنفسي بجامعة سايبروك الأمريكية، والدكتورة إليزابيث آن إلينز مديرة البحوث بمعهد وليز لأبحاث القلب بجامعة كارديف بالمملكة المتحدة، والدكتورة نيها سانجوان استشارية طب باطني وباحثة دولية في علاقة اضطرابات النبض والاكتئاب بأمراض القلب ومساعدة الدكتور جيمس جوردون، ومستشار البيت الأبيض الأمريكي للشؤون الصحية ومدربة مختصة بطب معالجة التوتر العصبي وكذلك أخصائية الطب الوقائي. وكشف الدكتور العبدالقادر أنه سيتم خلال المؤتمر الطبي الإعلان عن اكتشاف جهاز جديد للاستغناء عن أدوية الضغط – وهذا الجهاز يعتبر أحد ثمرات المؤتمرين السابقين، وكذلك الإعلان عن أول دراسة للعالم خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا تتعلق بالمتغيرات المرضية للأوعية الدموية من خلال برنامج حاسوبي لتحليل المعلومات بالتعاون مع جامعة الملك سعود. وأوضح أن المؤتمر يعتبر نقطة تحول كبرى في أبحاث ومفاهيم علوم طب القلب ستعلن من خلاله نتائج علمية ستغير من الفكر الطبي والفلسفي فيما يتعلق بالحقيقة التي حيرت البشر على مر العصور، وهي كون القلب ليس مجرد مضخة بل هو عقل مدبر وصانع قرار وملك للأعضاء، حيث سوف تتم مناقشة مفاهيم جديدة لمعالجة أمراض القلب من خلال استكشاف الطاقة الإلكترومغناطيسية للقلب والتطبيقات الطبية العملية للأبحاث المتعلقة بهذا المجال. كما سوف يبحث المؤتمر بناء على قواعد علمية صلبة آخر المستجدات في الدور الضخم للضغوط النفسية على تطور أمراض القلب لدى البشر وحقيقة كون أن الضغوط النفسية عامل محوري في أمراض القلب. كما يخوض في قضايا هامة تؤكد أن الممارسة الطبية العالمية وبالتالي العلاج الذي يتلقاه المرضى مسير بوسائل لا تحمل المعنى العلمي، حيث يغلب على بعضها الربح المادي، مما أدى إلى تضخيم صور عوامل خطر أمراض القلب بطريقة مبالغ فيها وفي المقابل محاولة طمس عوامل أخرى ذات علاقة مباشرة بأمراض القلب وعلى رأسها الضغوط النفسية.