قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن تأجيل تدخل دول الخليج لإنقاذ اليمن سيكون أكثر كلفة من تدخلها في هذا الوقت "الحساس". ياسين الذي انتقد طهران وألمح إلى مشاركة حزب الله في الأزمة أوضح ل"الوطن" أن دول الخليج مقتنعة بأن اليمن سيشهد كارثة كبرى، إذا ترك الحبل على الغارب للانقلاب ونصيره علي عبدالله صالح، مؤكدا وجود حاضنة شعبية كبرى لذلك التدخل. وحول نقل الحوار إلى الدوحة، قال "حتى الآن نعلم أن الحوار في الرياض، ونقله إلى الدوحة مقترح للمبعوث الأممي لليمن قيد الدرس". في سياق متصل، كشف ل"الوطن" مدير مكتب الرئيس اليمني الدكتور محمد مارم إحباط مخطط حوثي مدعوم من صالح لاغتيال هادي.
شن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين هجوما كاسحا على الجمهورية الإيرانية، وقال إنها ستضع يدها على كامل اليمن، فيما لو تأخرت دول الخليج عن التدخل حتى ولو عسكريا، لإنقاذ البلاد من قبضة جماعة أنصار الله المنقلبة، ونصيرها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. ويبدو بحسب الوزير اليمني الذي أجرت معه "الوطن" حوارا مقتضبا، أن دول مجلس التعاون الخليجي، باتت على قناعة تامة أن تدخلها سينقذ اليمن، أو كما قال "سينقذ الشرعية" التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعد كلفة التدخل حالياً أقل بكثير فيما لو تم التدخل في وقت لاحق. ياسين، اتهم في الحوار حزب الله اللبناني بالتدخل في الأزمة اليمنية، وقال "إنه ضمن كماشة تريد إيران عبرها خنق دول مجلس التعاون الخليجي"، وأن طهران ستدفع الغالي والنفيس للسيطرة على اليمن، فيما لو انهارت الدولة، وكشف عن وجود خبرات "إيرانية" قال إنها تعمل بالخفاء لمساندة مليشيا الحوثي المنقلبة، ومساندها المخلوع علي عبد الله صالح. كل ذلك وغيره في الحديث، فإلى نصه: كيف يمكن إقناع دول الخليج بأن لصالح دورا كبيرا فيما يحصل في اليمن؟ دول الخليج مقتنعة حاليا بأن ما يحصل في اليمن ما لم يتم تدخلها فهو كارثة على الجميع. كارثة على الشعب اليمني بكل مكوناته. وأن المسألة تجاوزت الانقلاب الداخلي، أو أن هناك مليشيات متمردة تسيطر على الدولة، ما سيتبع الانقلاب الحوثي هو سيطرة إيران سيطرة كاملة على اليمن. إيران لم تتخل عن جزر صغيرة (طنب الكبرى - وطنب الصغرى) وإذا استولت على اليمن لن تتخلى عنها بسهولة. الكلفة الآن هي أقل بكثير إذا تدخل الخليج في هذا الوقت الحساس، وبطلب من الشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. لكن إذا تأخرت الأمور أكثر من ذلك فستنهار الأمور ويسيطر الحوثيون على كل اليمن وسيصبح التدخل صعبا جدا. هل لديكم القدرة على خلق حاضنة شعبية فيما لو فكرت دول الخليج في التدخل عسكريا؟ نعم.. هناك حاضنة شعبية وحاضنة شرعية. نحن نتكلم من داخل الأرض اليمنية. الرئيس في العاصمة السياسية والاقتصادية عدن. معظم الحكومة في عدن. لا زلنا نسيطر على أكثر من 70 في المئة من الأراضي اليمنية، و95 في المئة من اليمنيين معنا. هناك مليشيات صغيرة لكنها تسيطر على بعض الأماكن الحساسة صحيح وشعاراتهم واضحة. أقصد الحوثي، وتعلن سيطرتها إعلاميا ويتم تضخيم ذلك. هم يذهبون على الطريقة الإعلامية. لا يوجد جيش وطني. هناك بعض القوات التي تساند الرئيس السابق علي عبد الله صالح وباتت تتصرف كمليشيات وتتعاون مع الحوثي. حالياً هم يستعينون ببعض الخبرات الإيرانية بشكل خفي ومستتر. لكن إذا استتب الأمر لهم وسيطروا وسقطت عدن فإنهم سيكشرون عن أنيابهم وهذا هو الخوف. حتى حزب الله له دور في اليمن بشكل أو بآخر؟ بالتأكيد.. هم يريدون خلق كماشة حول دول الخليج. كماشة باتجاه العراق وحزب الله في لبنان، إلى اليمن والبحرين. هم يريدون ذلك. وسيكون سقوط اليمن هو الأقل كلفة بالنسبة لهم. ولكن إذا سقطت اليمن سيدفعون الغالي والنفيس. رغم الأزمة الاقتصادية في إيران، لكنهم لم يتوانوا عن دفع كل ما يملكون لدعم أي وضع جديد من الحوثيين ونظام علي عبدالله صالح. هل سيكون لكم دور في صنع التكتيكات والتخطيطات العسكرية فيما لو بلغ الأمر ضرورة الضربة العسكرية؟ هذا الموضوع متروك للمختصين. أنا أتحدث كوزير خارجية. هذه الأمور متروكة للمسؤولين والمختصين. هل هناك ضمان أن يعقد الحوار في الرياض، أم في الدوحة؟ الحوار سيعقد قريبا في الرياض. في الرياض ليس في الدوحة؟ هذا مقترح من المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر، وهو قيد الدراسة. لكن الإشارات تقول إنه في الرياض؟ نحن حتى الآن نعرف أن هناك مؤتمر حوار في الرياض. لم يحدد موعده؟ ليس بعد. الترتيبات تجري على قدم وساق في هذا الأمر. الرئيس عبد ربه منصور هادي سيمثل اليمن في قمة شرم الشيخ رئيسا شرعيا؟ إن شاء الله. نحن نرتب لذلك. وتتحسبون لردة فعل الحوثي وعلي عبدالله صالح بخصوص تمثيل عبد ربه منصور هادي لليمن رئيسا شرعيا في القمة المرتقبة؟ أنا الآن مسافر بالطائرة إلى شرم الشيخ أترأس وفد اليمن في اجتماع وزراء الخارجية العرب، أمثل الشرعية وأمثل الرئيس عبد ربه منصور هادي. أما إذا تحسس الحوثي وعلي صالح فهذا شأنهما وليس من حقهما أن يتحسسا من ذلك.