فيما تتواصل الغارات على قصر المعاشيق في عدن "مقر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي"، كشفت مصادر "الوطن" أن جماعة الحوثي منحت مكافأة 1000 دولار للطيارين اللذين نفذا عملية الهجوم على قصر المعاشيق الجمعة الماضي، التي وصفها هادي ب"محاولة انقلابية فاشلة". إلى ذلك، نظم أهالي مدينة تعز في وسط اليمن مسيرة ضخمة أمس، احتجاجا على وجود الحوثيين الذين استولوا على أجزاء من مدينتهم، ولمواجهة حركة الاحتجاجات المتزايدة ضد وجودهم أطلق عناصر في الحركة المتمردة أمس النار على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين بجراح. وكان مقاتلو الحوثي انتشروا صباح أمس في شوارع المدينة واستولوا على المطار بمساندة من قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في خطوة ترمي إلى تضييق الخناق على عدن. سياسيا، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة باليمن في وقت متأخر ليلة أمس، وكان الرئيس اليمني استبق الاجتماع برسالة لأعضاء المجلس، طالبهم فيها "بالتدخل العاجل بكل الطرق الممكنة من أجل وضع حد لاعتداءات الحوثيين وفرض عقوبات على مثيري الاضطرابات". فيما أحكمت جماعة الحوثي سيطرتها على مفاصل مدينة تعز مركز محافظة تعز جنوبي اليمن، نقلت مصادر إعلامية عن مسؤولين يمنيين قولهم إن جماعة الحوثي، وبإسناد من قوات موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وضعت يدها على محافظة تعز "ثالث أكبر المدن اليمنية"، وسيطرت على مطار تعز العسكري. وقالت مصادر إن مدافع مضادة للطائرات تصدت لطائرات يمنية حلقت على مقربة من القصر الرئاسي في عدن، فيما أكدت مصادر أن الرئيس عبد ربه منصور هادي نقل إلى مكان آمن. وزجت جماعة أنصار الله المنقلبة بسلاح الجو في الأزمة اليمنية، في خطوة هي الثالثة من نوعها، عبر شرائها ذمم ولاءات طيارين يمنيين، باتوا تحت سيطرتها، للقيام بطلعات جوية في سماء عدن، التي تحتضن قصر المعاشيق الرئاسي، الذي تعرض للقصف أكثر من مرة، منذ وصول الرئيس له، بعد فراره من الإقامة الجبرية التي كانت الجماعة تفرضها عليه. يأتي ذلك في وقت علمت فيه "الوطن" من مصادر يمنية – داخل وزارة الدفاع - أن جماعة الحوثي وعبر نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء ركن زكريا الشامي، منحت الطيارين الذين نفذا عملية الهجوم على قصر المعاشيق، 200 ألف ريال يمني لكل طيار، أي 1000 دولار أميركي نظير موافقتهما على تنفيذ الغارة. سياسيا، أجلت الولاياتالمتحدة الأميركية بقية أفراد بعثتها الديبلوماسية وأكثر من 100 شخص من قوات العمليات الخاصة، بسبب ما قالت إنه "تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن". وحول سحب البعثة الديبلوماسية ومقاتلي القوات الخاصة، قال المقدم المتقاعد في الجيش الأميركي، ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية في شبكة السي إن إن، إن فقدان الولاياتالمتحدة كل قدرتها على التحرك الميداني في اليمن، على ضوء سحبها لقواتها الخاصة من ذلك البلد يعد خسارة لبلاده، وتوقع في الوقت ذاته انزلاق اليمن نحو ما سماه "حربا أهلية" شاملة، مقرونا بتصعيد خطر لدور القاعدة في هذه البلاد. ومضى يقول "هذا يعني أننا نفقد آخر قدرة لنا على التحرك الميداني باليمن، بعد أن أغلقنا سفارتنا، وهذا الأمر ضربة قاسية لنا. تلك القوات كانت تعمل مع وحدات مكافحة الإرهاب اليمنية وكان وجودها محاطا بنوع من السرية". في غضون ذلك، قالت مصادر يمنية إن 25 شخصية يمنية توجد في العاصمة السعودية الرياض، لوضع البصمات الأخيرة على مؤتمر الرياض للحوار، الذي من المفترض تلتئم حول طاولته الأطراف اليمنية المتصارعة. وفيما لم يحدد موعد المؤتمر الذي تعارضه جماعة أنصار الله الحوثية – المنقلبة على الشرعية-، فإن أطرافا يمنية تعول عليه، وذلك من منطلق الرعاية الخليجية، لا سيما السعودية للملف اليمني، خصوصا بعد تصعيد جماعة الحوثي من انقلابها ما قاد اليمن إلى الدخول في عنق زجاجة. وكان اجتماع خليجي رفيع المستوى خلص البارحة الأولى إلى التذكير بدعوة مجلس التعاون لانعقاد مؤتمر الحوار اليمني، وضرورة سرعة تنفيذه، وأكد المجلس في الوقت ذاته أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن الخليج. وأبدت دول المجلس قلقها من تطورات الأحداث وخطورة تداعياتها، وحذرت من انزلاق اليمن في نفق مظلم، لأن ذلك سيترتب عليه عواقب وخيمة ليس على اليمن، فحسب بل على الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم والأمن الدوليين. وكان مجلس الأمن عقد جلسة خاصة أمس، ناقش فيها التطورات اليمنية، حيث أكد المبعوث الدولي لليمن جمال بنعمر أن الحوثيين واصلوا توسعهم وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، كما تقدم بشكره للمملكة ودول التعاون الخليجي على ما قدمتها من "أدوار تاريخية لمساعدة اليمن"، وخص خادم الحرمين الشريفين بالشكر على مساعيه لإنهاء الأزمة. وحذر المجلس في بيانه الختامي من إجراءات أخرى ضد الحوثيين إذا واصلوا توسعهم.