عكّر فقدان الثقة بين جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح خطط الاحتشاد في تعز والبيضاء وبقية مناطق التماس مع عدن، بعد أن لاحت بوادر الغدر بين الطرفين. وكشفت مصادر من قلب صنعاء ل"الوطن" أمس تجاذبات بين قيادات الجماعة المتمردة وقوات صالح حول رسم خطط الحشد على تخوم عدن، بعد تحذيرات من نيات غدر يسعى إليها كل منهما، ما أدى إلى تأزيم الموقف وتوقف إرسال القطع العسكرية طوال يوم أمس. وكيل وزارة الخارجية السابق مصطفى أحمد نعمان قال ل"الوطن" إن معظم الحشود هي لعناصر موالية لصالح الذي يحظى بولاءات في الجيش، مستبعدا قدرة تلك الحشود على تهديد أو دخول عدن.
رغم تزايد الحشد الذي تمارسه ميليشيا الحوثي المنقبلة على الشرعية، مدعومة بقوات الحرس القديم للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في كل من تعز والبيضاء وبقية مناطق التماس مع عدن، إلا أن مصادر يمنية تحدثت ل"الوطن" من قلب صنعاء أمس، عن تجاذبات حذرة شهدتها اللقاءات بين قيادات ميليشيا الحوثي، وقوات علي عبدالله صالح لرسم خطط حشد القوات على تخوم عدن. وأوضحت المصادر أن هذه التجاذبات تسببت في تأزيم الموقف بين الانقلابيين وقوات علي صالح، ما أدى إلى توقف عمليات الحشد وإرسال القطع العسكرية إلى تخوم عدن طيلة يوم أمس، بناء على تحذيرات تلقتها القيادات الميدانية للحوثي وصالح من نيات غدر يسعى إليها كل منهما. وأوضح السفير اليمني ووكيل وزارة الخارجية السابق مصطفى أحمد نعمان ل"الوطن" أمس، أن الحوثي رغم ما يمارسه من حشد للقوات على مناطق التماس مع عدن في كل من تعز والبيضاء، إلا أنه لا يملك القوة الكافية لدخول عدن، وأن ما يمارسه هو عبارة عن ضغط على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأنه لن يستطع التحرك أكثر من ذلك. وأوضح أن ما نشاهده من قوات هي ليست فعلية للحوثي، ولكن معظمها عناصر أمنية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يحظى بولاءات سابقة لقيادات في الجيش، ولكنهما رغم ذلك لا يمتلكان القوة الكافية للتهديد أو دخول عدن. وحول تصريح وزير الخارجية اليمني أمس، عن طلب الرئيس عبدربه منصور هادي تدخل قوات درع الجزيرة لحماية عدن من قوات الحوثي، قال إن الطلب صحيح، ولكن اتخاذ القرار من قبل الدول الخليجية أمر صعب ومعقد، وليس بالسهولة التي يتوقعها البعض، وأن مثل هذا القرار في حال تبنيه يجب أن يكون بإجماع كامل لدول الخليج. وقال "آخر الاتصالات الواردة من عدن تفيد بأن وزير الخارجية اليمني سيذهب برسالة واضحة لاجتماع الجامعة العربية المزمع عقده في القاهرة خلال الأيام المقبلة، حول المطالب بحماية اليمن، وهي ذات الرسالة التي وجهها الرئيس اليمني لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، مشددا على أن قضية اليمن هي قضية المملكة بالدرجة الأولى، لأن اليمن يمثل عمق المملكة وامتدادها الطبيعي. وكان الزعيم الحوثي دعا إلى التعبئة العامة لمواصلة التقدم باتجاه جنوب اليمن، في وقت سيطر فيه مئات المسلحين الحوثيين مع قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على مطار مدينة تعز التي تقع شمال مدينة عدن وهي من أكبر مدن اليمن، وبوابة عدن التي لجأ إليها الرئيس عبدربه هادي المعترف به دوليا بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، ما يعزز مخاوف من انتقال القتال إلى مشارف المدينةالجنوبية التي باتت عاصمة موقتة للبلاد. يأتي ذلك، فيما أكد مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول اليمن أن الحوار هو الطريق الوحيد إلى تجنب حرب أهلية، عادا أن أحداث الأسابيع الماضية قربت اليمن من الحرب الأهلية، وأثنى بنعمر على دور السعودية ومجلس التعاون الخليجي التاريخي في مساعدة اليمن. وحذر وزير الخارجية اليمني المكلف، رياض ياسين، من حرب أهلية ربما تعصف باليمن، وأكد أن هناك مخططا للقضاء على الشرعية، وندد بالخطاب الأخير لعبدالملك الحوثي، عادّا ما جاء فيه بمثابة إعلان حرب على الجنوب. وأطبقت جماعة أنصار الله من قبضتها على مضيق باب المندب الاستراتيجي بين خليج عدن والبحر الأحمر، وذلك بعد ساعات من سقوط تعز ثالث أكبر المدن اليمنية في أيديهم، فيما أكد شهود عيان على تحرك حشود عسكرية موالية للحوثي وصالح باتجاه عدن.