أدلى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة بشهادته أمس أمام المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رفيق الحريري، حيث أكد أن الأخير "تشبع بروح لبنان القائم على التنوع، والاعتدال، والانفتاح، والديموقراطية"، وأضاف أن الحريري كان يعاني من التدخلات السورية المتكررة في شؤون لبنان، إلى الدرجة التي وصلت حد اختيار الوزراء وفرضهم على رئيس الحكومة، وتابع "في عام 1997 كانت هناك تدخلات مختلفة تتم عبر الجهاز الأمني السوري وبعض المسؤولين الأمنيين في لبنان التابعين لهم، وكان هناك من يسعى إلى استتباع لبنان بشكل كامل من النظام الأمني السوري". وكشف أن دمشق سعت إلى فرض كل تشكيلة مجلس الوزراء على الحريري الذي رفض الفكرة وقام بإقناع حافظ الأسد بتغيير كثير من الأسماء، حيث كانت علاقته به تختلف عن التي ربطته مع بشار". وكانت الأوساط السياسية تترقب شهادة السنيورة بكثير من الاهتمام، حيث أشارت بعض المصادر إلى أنها قد تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وهو ما رفضه التيار، حيث قال نائبه أحمد فتفت في تصريحات صحفية "لا ارتباط بين الأمرين، فنحن نعالج في الحوار نقطتين، الاحتقان السني الشيعي، والتحضير لرئاسة الجمهورية، وهناك خلاف سياسي حول كثير من القضايا، مثل المحكمة الدولية، وسلاح حزب الله، وتدخله في الأزمة السورية، إضافة إلى موقفه الملتبس من موضوع الإمبراطورية الفارسية التي تعلن كل يوم". وأضاف "ما يجري في المحكمة هو بمثابة كتابة موضوعية لتاريخ لبنان. وحزب الله بحاجة ماسة إلى الحوار، ولن يتخلى عنه بسهولة، وما يفعله من خلال التصعيد الإعلامي هو محاولة للضغط على الرئيس السنيورة، ولمحاولة فرض هدنة إعلامية". وكانت أوساط داخل تيار المستقبل قد توقعت أن تشكل شهادة السنيورة أمام المحكمة "الاختبار الحقيقي الأول للحوار". مشيرة إلى أنها تأتي في توقيت لافت في ظل الحديث عن اقتراب توقيع الاتفاق النووي بين الولاياتالمتحدة وطهران، الذي يعلم الجميع انعكاساته على الملفين اللبناني والسوري، مع ما قد تحمله الشهادة من تصعيد يطال حزب الله وحليفه السوري، وخصوصاً في ظل ما راج من أن السنيورة سيكشف معلومات للمرة الأولى، إذ إنه كان أول من اتصل به الحريري والتقى به، بعد عودته من اجتماعه الشهير في دمشق، الذي سبق اغتياله بفترة وجيزة. من جهة أخرى، نقلت مصادر صحفية تأكيدات لتنظيم "جبهة النصرة" بأن المعركة المتوقعة قريباً في جبال القلمون ستكون باتجاه الحدود السورية، لا اللبنانية، وتوعد التنظيم ب"مفاجآت غير متوقعة في هذه المعركة"، لاسيما في ظل مقتل 17 من مقاتلي الحزب في المواجهات التي دارت أواخر الأسبوع الماضي. كما نقلت المصادر عن حزب الله أن توقيت المعركة لم يحدد بعد، وأن قيادة الحزب تعلم أن المعركة المرتقبة ستكون مُكلفة وأنّ أمدها سيكون طويلاً".