لقي 20 سائحا أجنبيا وتونسيان مصرعهم أمس في هجوم نفذه مسلحون على متحف باردو الشهير، المجاور لمبنى البرلمان التونسي. وأكد مصدر حكومي أن الضحايا يحملون جنسيات فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، إضافة إلى تونسيين من منفذي الهجوم، ورجل أمن. فيما أكدت مصادر في وزارة الداخلية إنهاء عملية احتجاز الرهائن في المتحف. كما أعلنت وزارة الصحة إجلاء ثمانية سياح مصابين، من بينهم أربعة يحملون الجنسية البولندية. وأشارت مصادر إخبارية إلى أن عدد القتلى مرشح بقوة للارتفاع، بسبب وجود جرحى وصفت حالتهم بأنها "حرجة" وأوضحت تغطية تلفزيونية على الهواء مباشرة سياحا يجرون بحثا عن مأوى تحت حماية قوات الأمن التي كانت تطلق أعيرة نارية من بنادقها في الهواء. وأظهرت كذلك خروج العشرات من المحتجزين من داخل المجمع تحت حماية قوات أمن مدججة بالسلاح. وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، محمد علي العروي، قد أكد انتهاء عملية الهجوم المسلح على مجمع يضم مبنى البرلمان والمتحف الوطني في منطقة باردو. وانتقد بعض المحللين السياسيين تمكن المتشددين من الدخول إلى هذا المتحف الذي يرتاده الأوروبيون بكثرة، وقال عضو لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب، محسن السوداني، في تصريحات صحفية إنه يبدو أن هناك اختراقا داخل المؤسسة الأمنية و"التحقيقات ستبين هذا الأمر الخطير". لكن مصادر أمنية أكدت أن المتسللين كانوا يتنكرون في زي رجال الشرطة، مما سهل عليهم اختراق التحصينات الأمنية، ودخول المتحف الذي يتمتع بإجراءات أمنية مشددة. إلى ذلك، عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن تضامن بلاده مع تونس، بعد الهجوم على متحف باردو بالعاصمة، وقال مصدر مقرب من الاليزيه. إن هولاند "أجرى اتصالا هاتفيا أمس مع نظيره التونسي الباجي قائد السبسي، وعبر له عن تضامن فرنسا معه شخصيا ومع الشعب التونسي في هذه اللحظة الأليمة". ودعا إلى تنسيق الجهود العالمية للقضاء على آفة الإرهاب. بدوره، دان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس "بأشد العبارات" الهجوم على متحف باردو، وقال في مؤتمر صحفي عقده ببروكسل "هذا "الهجوم الإرهابي يظهر بشكل فاضح المخاطر التي نواجهها جميعنا في أوروبا وفي حوض المتوسط وفي العالم". وأضاف أن "فرنساوتونس تعملان معا، بدعم الاتحاد الأوروبي من أجل مكافحة الإرهاب"، مؤكدا أن مركز الأزمات في وزارة الخارجية في حالة "تعبئة تامة".