باتت العاصمة اليمنية التي وصفها الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي أخيرا بأنها "محتلة" في إشارة إلى الانقلاب الحوثي، خاوية على عروشها، بحسب مصادر كشفت ل"الوطن" أمس أن أكثر من 30 بالمئة من أهالي صنعاء باتوا خارج محيطها بحثا عن ملاذ آمن، فيما أفصحت عن ما قدرته ب10 بالمئة أصبحوا فارين من قبضة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. مصادر "الوطن"قالت "صنعاء لم تعد كما كانت. الشوارع خاوية على عروشها. أكثر من 30 بالمئة من إجمالي سكان العاصمة خرجوا عنها بحثا عن الأمن بعد إطباق أنصار الله الحصار عليها. وما يزيد على 10 بالمئة من اليمنيين باتوا مطاردين إما من جماعة عبدالملك الحوثي الانقلابية أو المحسوبين على علي عبدالله صالح الذي أخذ بتصفية حساباته مع خصومه في هذا الوقت الذي يشبه الانفلات الأمني الكبير". وينقل مصدر يمني ل"الوطن" عن أسلوب جديد للتسويق والترويج لأحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس المخلوع الذي يتبوأ منصبا رفيعا في القوات المسلحة اليمنية، ويقول "في شوارع صنعاء أمام الإشارات الضوئية ينشط البعض في توزيع أقراص ممغنطة تحكي تاريخ أحمد علي عبدالله صالح، وتحوي أشعارا وشعارات هدفها الأساس التسويق لأحمد علي صالح، وتصفه بمنقذ اليمن. هذا دليل على نفوذ والده الذي يعمد إلى الترويج لابنه للوصول إلى سدة الرئاسة اليمنية، ليعود للواجهة في قيادة البلاد، وإن من خلف ستار". يأتي ذلك، فيما خرج الصوت الخليجي مجددا للإعلان عن عدم السماح لأن تنقاد اليمن وتصبح ملاذا للتنظيمات الإرهابية، إذ أجمعت الدول الست في بيان تلاه سفير دولة قطر لدى الأممالمتحدة في جنيف فيصل عبدالله آل حنزاب على التزام مجلس التعاون بأمن واستقرار اليمن، ودعمها الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وشددت على ضرورة مواصلة استكمال العملية السياسية، وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وعادت دول مجلس التعاون الخليجي إلى التنويه من جديد بموافقة قادتها على طلب الرئيس عبدربه منصور هادي بعقد مؤتمر بشأن اليمن تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض، وفقا للأهداف التي حددها في رسالته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي شدد فيها على ضرورة المحافظة على أمن واستقرار اليمن والتمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها، وعدم التعامل مع ما يسمى بالإعلان الدستوري غير الشرعي، وإعادة الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدولة، وعودة سلطة الدولة، وقيادة اليمن بكل مكوناته إلى بر الأمان. وخاطبت دول الخليج صوت العقل اليمني بضرورة تحكيم العقل والذهاب إلى طاولة حوار تكفل عودة الاستقرار، وعدت اليمن يعيش حالة في مفترق طرق خطير، وأمامه خياران إما أن ينزلق صوب مزيد من الفوضى يذهب عبرها للتفكك وعدم الاستقرار، أو يتم حل الأزمة عبر الحوار الذي يكفل للشعب اليمني الأمن والاستقرار، ويحمي حقوق الإنسان ويسهم في تحقيق التنمية. ميدانيا، تكتلت قبائل حضرموت لتأييدها المطلق لنقل الحوار اليمني إلى العاصمة الرياض تحت رعاية مجلس التعاون، وطالبت بضرورة تمثيل الأقاليم اليمنية الستة في الحوار بشكل عادل. يأتي ذلك، فيما أعلنت جماعة الحوثي أول من أمس عن مصرع المسؤول الإعلامي للجماعة في صنعاء. وقالت في بيان إن عبدالكريم الخيواني المسؤول الإعلامي في جماعة الحوثي تعرض لطلق ناري في رأسه أمام منزله في صنعاء من قبل مجهول كان يستقل دراجة نارية ذهب ضحيتها.