فيما وضعت الأزمة اليمنية ملفها المثقل في العاصمة السعودية الرياض على طاولة اجتماع خليجي طارئ، وجدت مصادر يمنية أن جماعة أنصار الله باتت تخشى الأصوات اليمنية المنددة بانقلابها على السلطة الشرعية، وتبعيتها للنظام الإيراني بشكل علني. وتشكل المظاهرات التي تصفها مصادر "الوطن" المقربة من الرئيس عبدربه منصور هادي "بأنها حشودٌ أبكت خصوم الرئيس الشرعي"، هاجساً لجماعة أنصار الله، التي لا تزال تطبق الخناق على مفاصل الدولة اليمنية، وأجرت مناورات استعراضية أمس، الهدف منها بحسب المصدر الوزاري، إيصال رسائل للخارج، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي. المصدر الوزاري قال ل"الوطن" إن موافقة دول مجلس التعاون الخليجي على احتضان حوار الأطراف اليمنية في العاصمة الرياض أربكت جماعة الحوثي، وخلطت الأوراق، وأصبحت مأخذاً عليهم حتى من قبل بعض الأطراف المؤيدة لهم، بصرف النظر عن حجمها وثقلها السياسي في اليمن. وحتى طهران، التي تعتبر المتصرف الأوحد في سياسات جماعة أنصار الله، طالتها الحشود اليمنية في ثلاث مدن على أقل تقدير، إذ خرج اليمنيون عن صمتهم، ورفعوا الصوت مطالبين إيران بالكف عن تدخلها في الشأن اليمني الخالص، بل عدّتها – أي طهران – محرضاً على الانقلاب على الشرعية اليمنية، التي كفلتها المبادرة الخليجية، والتي ارتضتها كل الأطراف اليمنية دون تمييز. وتأخذ الجماعة "المنقلبة" على عاتقها تنفيذ سياسة الخطف والإخفاء لكل من يخالف أو يصدح بصوته ضدها، أو ضد إيران، بحسب ما كشفه مصدر يمني ل"الوطن"، وذلك من باب خنق الإرادة اليمنية، وإسكات صوت الحق، الذي صدح في أرجاء كثيرة من البلاد. وكشف المصدر في ذات الوقت، عن سعي الحوثي إلى الزج بمقاتليه "سراً" في عدن، التي باتت مقراً للدولة اليمنية. وبين كل هذه التفاصيل، خرج الرئيس اليمني "المخلوع" علي عبدالله صالح، الذي يرأس حزب المؤتمر الشعبي العام – أكبر الأحزاب السياسية في اليمن - للتأكيد على ضرورة الالتزام بمخرجات المبادرة الخليجية، في موقف هو الأول من نوعه بعد فرض جماعة الحوثي انقلابها على الدولة. وفي صورة أشبه بالالتفاف على جماعة الحوثي، ومحاولة للركض صوب دول مجلس التعاون الخليجي، قال صالح إن على جميع الأطراف اليمنية الالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجاتها المتوافق عليها، وضرورة التمسك بالحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقاتها الأمنية، لكنه من جانب آخر، انتقد سلفه – الرئيس عبدربه منصور هادي – دون أن يسميه بالقول "ما يعمل في عدن من إجراءات تخل بالأمن والسكينة العامة وتمس الوحدة الوطنية"، في إشارة إلى محاولة الرئيس هادي نقل العاصمة اليمنية من صنعاء التي اعتبرها "محتلةً" في وقت سابق. ويبدو أن خروج صالح لقول مثل هذا الحديث، هو محاولة للبحث عن موقع له وإن كان ب"الصوت" فقط، إلا أن الدكتور عبدالعزيز العويشق مساعد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، قرأ الموضوع بشكل آخر، خلال تصريحات له أدلى بها ل"الوطن" أمس، إذ عدّ حديث المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح – إن صح - أمراً إيجابياً، وعودة على تأكيد المؤكد، الذي وافقت عليه الأطراف اليمنية بما فيها حزب صالح. العويشق قال "إن صح بيان حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه علي عبدالله صالح، فذلك يعني خطوةً إيجابية، مبنية على التأكيد على ما تم الاتفاق عليه في إطار المبادرة الخليجية، التي وافقت عليها وارتضت بها كل الأطراف اليمنية، بما فيها الحزب. الرجوع للمرجعيات السياسية أمر إيجابي، والرجوع للحق أيضاً كذلك".