شهدت المفاوضات النووية المتعلقة ببرنامج إيران النووي لقاء ثنائيا بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في لوزان بسويسرا شكوكا حول فرص إبرام إتفاق في الايام المقبلة، وقال ل "الوطن" المحلل السياسي والباحث في الشأن الإيراني الدكتور محمد السلمي. إن مهلة الاتفاق حول البرنامج النووي ستكون حتى 24 من الشهر الجاري والمعلومات تشير إلى وجود تقدم في المفاوضات بين الجانبين فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني إلا أن هناك بعض الملفات ما زالت عالقة حول البرنامج واختلافا في وجهات النظر عليها، موضحا أن التحركات الأميركية الأخيرة في المنطقة تشير إلى وجود اتفاق محتمل بين الجانبين على الرغم من تأكيد بعكس ذلك خلال زيارته الأخيرة للرياض. وهو أيضا ما أشار له على هامش المنتدى الاقتصادي في مصر، وقال السلمي: البرنامج النووي الإيراني يشهد وضع اللمسات الأخيرة عليه ولعل ما أكد ذلك إخراج إيران وحزب الله من قائمة الدول والمنظمات التي تعد خطرا على المصالح الأميركية وهو ما يدل قطعا على وجود اتفاق نووي بين الجانبين إلا أن الأهم لدينا هو استمرارية هذا الاتفاق، مؤكدا على أننا سنشهد قريبا اتفاقا نوويا بين الجانبين بعد انقضاء المهلة المحددة التي بقي منها أقل من أسبوع. وأوضح السلمي بأن الجانب الإيراني يود إعلان ذلك قبل المدة المحددة عندما يتحدث الإعلام الإيراني، فإن يوم الجمعة القادم سيشهد توقيع اتفاق الإطار النووي وهو ما يسبق المهلة المحددة ظنا منهم أن ذلك سيكون هدية من الحكومة الإيرانية لشعبها في مطلع السنة الجديدة التي تبدأ الجمعة، وذلك بالتوقيع على الاتفاق النووي وخروج إيران من العزلة الاقتصادية ورفع العقوبات إلا أن الاتفاق لن يخرج قبل المدة المحددة بسبب وجود بعض الملفات العالقة. وأشار السلمي أننا سننتظر حتى اللحظات الأخيرة من المهلة المحددة كما حدث سابقا في 2003 وتكرر أيضا في 2013 و 2014، وعن تداعيات هذا الاتفاق على المنطقة قال السلمي "دول الخليج ترحب بوجود اتفاق يضمن سلمية البرنامج النووي وعدم تطوير أي أسلحة محظورة في المنطقة وعدم السماح بأن ينتج عن هذا الاتفاق تمددا إيرانيا في المنطقة، إذن فالموقف الخليجي مرتبط بطبيعة الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، موضحا في حديثه أن بنود الاتفاقية المتعلقة ببرنامج إيران النووي سرية وغير واضحة لدينا في طبيعة هذا الاتفاق، فإذا كان هناك تحجيم للتمدد الإيراني وقدراته النووية فدول الخليج سترحب به، وفي حال كان هذا الاتفاق سيفتح شهية إيران تجاه المنطقة وتدخلاتها في الشأن الداخلي بدول الخليج والمنطقة العربية بشكل عام فإن دول الخليج بالطبع سوف تظهر استياءها منه.