كشف رئيس مجلس الأمناء الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر أن المركز يعكف على الانتهاء من صياغة مشروع استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الغلو والتطرف، وأنها بنيت على ما تم التوصل إليه في اللقاءات الوطنية من نتائج، وما يتوصل إليه المركز من دراسات حول قضية التطرف، ستسهم في التصدي للغلو والتطرف وتقي المجتمع منه. وأوضح ابن معمر في بيان صحفي أمس، أن المركز استكمل نحو 70% من خطته التي وضعها نهاية 1435، لتنظيم لقاءات الحوار الوطني العاشر، بعنوان "التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية"، في 13 منطقة من مناطق المملكة. وأضاف "يتأهب المركز للمرحلة الثالثة من لقاءاته بعد أن أنهى المرحلتين الأولى والثانية من جولاته في عدد من المناطق في المملكة، للبدء في جولات جديدة من اللقاءات الوطنية، يشارك فيها عدد من العلماء والمثقفين والمثقفات والمهتمين بقضايا الشأن العام، وذلك في إطار جهوده المبذولة لمواجهة التطرف". وبين أن تلك اللقاءات تأتي في إطار توجه المركز الذي أقره منذ نهاية العام الماضي والمتمثل بتخصيص أعماله وبرامجه وفعالياته للعام الحالي لمواجهة مشكلة التطرف، مؤكدا أن ما حققه المركز على مستوى تعزيز اللحمة الوطنية من خلال نشر ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال، يأتي بفضل تكامل الجهود بين المركز ومؤسسات المجتمع، والخبرات التي اكتسبها المركز خلال الأعوام الماضية في تنظيم وإدارة الحوارات الوطنية، والتخطيط الجيد لمواعيد وأماكن اللقاءات. وقال "إن اللجان التي شكلها المركز خلال اللقاءات رصدت المئات من الآراء والمداخلات والتوصيات من كل المشاركين والمشاركات، إضافة إلى النتائج الرئيسة لكل لقاء، التي يقوم خبراء المركز ومستشاروه بدرسها وتحويلها إلى برامج عمل تطبيقية تقدم إلى قطاعات الدولة المختلفة". وأشار إلى أن تلك اللقاءات التي طافت معظم ربوع الوطن أوجدت حراكا ثقافيا وفكريا لدى جميع التيارات الفكرية بمختلف أطيافها للتفاعل مع هذا الموضوع المهم والخطر في الوقت نفسه، وكذلك تحفيز كتاب الرأي ووسائل الإعلام لتناول مواضيع التطرف وخطورتها على المجتمع، طوال فترة انعقاد تلك اللقاءات. يذكر أن المركز نظم في تلك الجولات التي طافت أرجاء الوطن تسعة لقاءات وطنية، وتسع ندوات ولقاءات حوارية في النوادي الأدبية والجامعات حول التطرف وآثاره في الوحدة الوطنية، شارك فيها أكثر من 1200 مشارك ومشاركة من العلماء والدعاة والمثقفين، وأساتذة الجامعات والإعلاميين والمختصين والمهتمين بالشأن العام والشباب، يمثلون مختلف الأطياف الفكرية في المجتمع. وشملت اللقاءات التي نظمت في كل من مناطق: "الحدود الشمالية، الجوف، تبوك، المدينةالمنورة، نجران، عسير، جازان، الباحة، ومكة المكرمة"، نقاش أربعة محاور، هي التطرف والتشدد واقعه ومظاهره، العوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، المخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف، سبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد.