شنَّ رئيس تيار المستقبل سعد الحريري حملة انتقادات لاذعة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً إن أيام التنسيق والتضامن مع نظامه ولت إلى غير رجعة، ولن تعود ثانية. وقال في بيان بمناسبة ذكرى 14 آذار، "هذه الفترة اندثرت، ماتت، طمرها رماد التاريخ، ولم تخلّف في الحياة الوطنية اللبنانية سوى الإصرار على سلوك سياسات الاستقواء وتعميق أسباب الانقسام، والرابع عشر من آذار شكل منعطفاً مميزاً في تاريخ لبنان، أسس لقيام تحالف وطني التزم عهود العبور إلى الدولة وحماية النظام الديموقراطي، والتمسك بحصرية السلاح في يد الجيش والمؤسسات الشرعية".وفي إشارة إلى تورط حزب الله في الأزمة السورية، وإصراره على القتال إلى جانب النظام السوري، قال "وجد شعبنا في صفوفه مع الأسف من ينتصر للتبعية والتسلط وإرادة التسلط الخارجي على مقدرات البلاد. ولهؤلاء نقول إن حماية الاستبداد ليست السبيل الصحيح لمحاربة الإٍرهاب، وإن الذهاب بلبنان إلى أحضان الحروب الأهلية المجاورة، هو أسهل الطرق لتخريب الحياة المشتركة بين اللبنانيين، الذين لن يرتضوا بكل بساطة أن يكونوا جزءاً من الإمبراطورية الإيرانية، أو جبهة من جبهات قاسم سليماني، وإن استخدام كل أشكال التهديد والترغيب وكل أنواع السلاح الثقيل والخفيف، لن تجعل من هذا الغرور الإمبراطوري أمرا واقعاً في حياة لبنان والبلدان العربية".ومضى بالقول "اليوم في الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال، ونزول أكثر من مليون لبناني، من كل المناطق والطوائف، إلى ساحات بيروت ليطالبوا بخروج الجيش السوري من لبنان، وكشف الحقيقة في جريمة اغتيال رفيق الحريري، نؤكد مجدداً أن حركة 14 آذار أكبر من أي حزب أو تنظيم سياسي، وأن روحها وقيمها تعلوان فوق السياسات والمحاصصات الصغيرة، وأن التزامنا بتلك الروح التي أشعلت الأمل في قيام لبنان، هو في أساس وجودنا السياسي وقناعاتنا الوطنية، التي لن تتبدل أو تتغير تحت وطأة الضغوط وأشكال التهديد". في سياق منفصل، اعتبر عضو كتلة "القوات" النائب فادي كرم في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر" أن "نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، يبرهن من خلال دعوته لاعتماد منطق المرشح الواحد المفروض، أنه إيراني الثقافة والانتماء، ولذلك لا يستطيع فهم مدى تجذرنا بالثقافة اللبنانية الديموقراطية، التي لن نتخلى عنها وندعوه لتعلمها". من جهة أخرى، لم تجد طهران وسيلة للتخفيف من التصريحات التي أدلى بها علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، التي زعم فيها أن بغداد باتت اليوم عاصمة لإمبراطورية فارس. وقال المكتب الإعلامي في السفارة الإيرانية ببيروت في بيان رسمي إن ما تناقلته وكالات الأنباء في الفترة الماضية "لا يمت إلى الحقيقة بأي صلة، وإن تصريحات يونسي تم تحريفها. مؤكدة أنها تحترم كل المواثيق الدولية. وكانت تصريحات يونسي قد أثارت جدلاً واسعاً خلال الأيام الماضية، حيث أشار كثيرون إلى أنها تعكس طريقة تفكير القيادة الإيرانية، التي تحاول التدخل في شؤون دول المنطقة، ونشر الخلافات والصراعات المذهبية في المنطقة. في سياق أمني، واصل الجيش اللبناني أمس انتشاره في جرود عرسال، تحسباً لأي تحركات من جانب المسلحين.