وصف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، خطيب وإمام الحرم المكي الدكتور عبدالرحمن السديس، الطعن في العلماء وفي ذواتهم، بأنه طعن في الشريعة والدين والعلم الذي يحملونه، مؤكدا أن العلماء هم رمانة الميزان ولسانه، وأهل التوسط والاعتدال، يواجهون الأفكار الضالة ويحاربون التوجهات الشاذة، هم صمام الأمن والأمان، خاصة وقت الفتن والمدلهمات كما هو الحال في زماننا، الذي سادت كثير من أرجائه العصبية الرعناء والحملات الحاقدة الشعواء مع قصور الهمم واستهداف أصحاب هذه الحملات المسعورة الشباب اليافع، يلقمونهم الأفكار الهزيلة والطائشة. وطالب شباب الأمة بتلمس الأعذار للعلماء وعدم تتبع زلاتهم والبحث في سقطاتهم، لأنهم بشر غير معصومين. بث الإشاعات وشدد السديس في خطبة الجمعة التي ألقاها بالحرم المكي أمس على ضرورة الابتعاد عن الفتن التي تسعى للوقيعة بين العلماء وبث الإشاعات عنهم، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنه من حق أهل العلم الرجوع إليهم والصدور عنهم، خاصة في النوازل والمستجدات وعند حدوث الفتن ووضع الثقة بهم، وعلى أبناء الأمة أن يرعوا للعلماء حقهم ويعرفوا لهم فضلهم ويرفعوا مكانتهم وذلك بمحبتهم وموالاتهم واحترامهم وتقديرهم. وحذر من إعطاء الفرصة للمجاهيل وأنصاف المتعلمين في انتزاع ثقة الناس بالعلماء، مطالبا حملة الأقلام ورواد الإعلام بمآزرتهم للعلماء وتحري المصداقية والنقل الهادف، والعمل على تعزيز الوحدة الدينية والوطنية وتوظيف الإعلام في نشر الوعي بحرمة الدماء ومخاطر الظلم والتصدي لمروجي الإشاعات، متابعا: "لن تخط أمتنا شطر العزة ولن تنعتق من الفتن إلا باتباع ذوي الألباب الحصيفة السديدة والعلماء ذوي النهى المكينة الرشيدة". وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، عن التحكم في النفس ومحاسبتها، موصيا المسلمين بتقوى الله تعالى عز وجل. وقال: اعلموا أن فلاح الإنسان وسعادته بالتحكم في نفسه ومحاسبتها ومراقبتها في كل صغيرة وكبيرة في الأقوال والأفعال، فمن حاسب نفسه وتحكم في أقواله وأفعاله وخطراته بما يحب الله ويرضى فقد فاز فوزا عظيما. حب الخير وفي الرياض، أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن من أخلاق المسلم حب الخير للمسلمين وكره الشر لهم، فتراه يجب إخوانه المسلمين ويسعى في راحتهم وطمأنينتهم وأمنهم واستقرارهم ويعلم أن أمنهم هو ضرورة واجبة على كل مسلم فيحافظ على أمن أمته واستقامتهم وسلامة أحوالهم والبعد عن هذه الآراء الشاقة والأفكار الملحدة الظالمة الضالة التي جاءت للناس باسم الإسلام والله يعلم والمؤمنون براءتهم من هذا الدين وأنهم أمة مفسدة ظالمة فاجرة تستبيح الدماء والأعراض وتنهب الأموال وأقوات الأبرياء وتفعل كل شيء من فساد. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله، إن الإسلام بريء منهم بعقيدته وأخلاقه لأنه يرى أنهم قوم كذابون ضالون مضلون لا يريدون إلا الشر بالأمة والفساد ولا يرغبون لهم بخير، والمسلم بعكس ذلك يحب لإخوانه الخير ويسعى لهم بالإصلاح والتوفيق فلا يمد يده مع هؤلاء الظالمين الآثمين ولا يكون سندا لهم بل هو عدو لهم ولأخلاقهم الضالة وأفعالهم السيئة. إسلام صحيح وأوضح مفتي المملكة أن المسلمين قوتهم وعزتهم بأن يلتزموا بدينهم قولا وعملا، وأن الانتساب للإسلام بالنسبة وحدها دون أي عمل لا يغني شيئا ولا بد للمسلم من إسلام صحيح على أرض الواقع، إسلام حق يلتزم فيه باجتناب المحظورات والعمل بالواجبات والتمسك بالأخلاق والسلوك الحسن والعقيدة والحكم والتحاكم بين الناس، لان شريعة الإسلام هي الشريعة الكاملة التامة في كل أحوالها.