قال مفتي عام المملكة، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: إن من أخلاق المسلم حب الخير للمسلمين، وكراهة الشر لهم، والمسلم يحب إخوانه المسلمين، ويسعى إلى راحتهم وأمنهم، واستقرار أحوالهم، والبعد عن المشاقة والأفكار الملحدة الضالة التي تبيح قتل الناس باسم الإسلام، والدين براءة من تلك الأفكار الظالمة الفاجرة التي تستبيح الأموال، والأعراض، وتنهب الأموال، وتقتل الأبرياء، وتهدم كل شيء، فالمسلم بريء منهم ومن أخلاقهم؛ لأنه يرى أنهم قوم كذابون، قوم ضالون مضلون يدعون إلى الفساد، وخراب الأمة، والمسلم في أعماله يحب لأخيه الخير فلا يمد يده ليبطش بالمسلمين، بل هو عدو لمن خرج عن الدين وتخلق بالأخلاق الضالة، نسأل الله السلامة والعافية، والمسلم مهذب في أخلاقه، في حركاته، وأخذه، وعطائه. وأضاف "آل الشيخ" في خطبة الجمعة: لقد حرص الإسلام على بناء الشخصية الإسلامية من حيث العقيدة والأخلاق والسلوك، فالمسلم تظهر آثار الإسلام عليه في أقواله وأعماله وتصرفاته، وأمره بالواجبات الشرعية، ورغبته بالأخلاق الفاضلة، وحثه عل فعل الخير والإصلاح، وحذره من الأعمال السيئة والأخلاق الذميمة، والأفعال الشنيعة، والألفاظ القبيحة. وقال: إن المسلم موحد مؤمن بالله – جل وعلا – إيماناً صادقاً مؤمن بالله وبأسمائه وصفاته، يعبد الله وحده لا شريك له لا يشرك معه غيره لا في ربوبيته ولا إلهيته، ولا في حقائق أسمائه وصفاته, مشيراً إلى أن من خلق المسلم عصيان الهوى والنفس الأمارة بالسوء، ويحرص على تطبيق شرع الله في أمره ونهيه ويؤدي الفرائض والواجبات الإسلامية، وينهى عن الفحشاء والمنكر, المسلم يحب الخير لإخوانه المسلمين، ويحب لهم ما يحب لنفسه, فلا يرضى بالشر لهم بل يحذرهم من السوء، "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، قالوا يا رسول الله ننصر أخانا مظلوماً، فكيف ننصره وهو ظالم؟ قال: "تردعه عن الظلم". وبيّن "المفتي" أن من أخلاق المسلم مع الأبوين أن يبرهما ويحسن إليهما، ويخاطبهما بكل خطاب لين، ويبتعد عن فاحش القول، والتكبر عليهما, فالخدمة والسمع والطاعة ولين الجانب، والبعد عن فحش الأقوال كلها مما حرص الإسلام عليه. وأوضح "سماحته" أن المسلم حريص الحرص كله على التأدب مع امرأته، والعشرة بالمعروف، فيستر عليها، ويتحمل أخطاءها فيما لا يخل بالشرع والدين، فيتحمل عجزها وقدرتها وعدم تحملها ما لا تستطيع, ويقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: "خيركم خيركم لأهله".. وقال المفتي: إن موقف المسلم من أبنائه تربيتهم وتوجيههم، وزرع الفضائل في نفوسهم منذ الصغر، وإبعادهم عن الضلال، ودعاة الفساد، وأن يكون قدوة صالحة لهم، يتأسون به في الخير والمحافظة على الطاعة، والبعد عن معاصي الله – جل وعلا – ومن أخلاق المسلم أيضاً إكرام الأقارب ووصلهم، والصبر على بعض ما يؤذيه منهم, ومن أخلاق المسلم أيضاً حقوق الجار، وبعد الأذى عنه، والإحسان إليه. وأشار إلى: أن من أخلاق المسلم التعامل مع أصحابه ورؤسائه بالحب واللين، وكف الأذى، وأن يحبهم لله ويواليهم في الله, ومن أخلاق المسلم محبة الخير للمسلمين، وأن لا يضرهم ولا يغشهم، ولا يخدعهم، ولا يخونهم، ولا يظن السوء بهم، وأن يحب الخير لإخوانه المسلمين, ومن خلق المسلم الوفاء بالعهود والإيفاء بالعقود، ومن أخلاق المسلم الحياء, ومن أخلاق الإسلام أيضاً طلاقة الوجه والسرور، وإدخال الفرح على الناس, ومن أخلاق المسلم بعده عن الشقاق والجدال وترفعه عنها, ومن أخلاق المسلم بعده عن النميمة، والتفريق بين الناس، وتتبع العثرات, ومن خلق المسلم بعده عن التجسس، وسوء الظن، ومن أخلاق المسلم كتمان السر، وعدم إفشاء أسرار الناس, لافتاً أن هذه صور من خلق الإسلام التي جاء بها محمد – صلى الله عليه وسلم – فأرسى دعائم الأمة الإسلامية على الخير والتقى، وحملها أصحابه من بعده وهذا الصراط المستقيم. وقال مفتي المملكة: لا بد للمسلم من الإسلام الصحيح على أرض الواقع، الإسلام الحق في الأمور كلها، والأخلاق والعقيدة، والتحاب بين الناس؛ لأن شريعة الإسلام هي الشريعة الكاملة التامة في جميع أحوالها.