كشف رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حافظ المدلج ل"الوطن" أن نسبة الاستثمار الرياضي في المملكة لا تمثل سوى 20% فقط من فرصها، وأن قيمتها اقتربت من حاجز الملياري ريال العام الماضي، متوسعة بفارق بسيط عن آخر قيمة جرى رصدها عام 2012. وكشف المدلج أن ثلاثة عوامل رئيسة أسهمت في انحسار الاستثمار الرياضي في المملكة، منها غياب المتخصصين في التسويق الرياضي بالأندية السعودية، مرجعا ذلك إلى أن فلسفة رؤساء الأندية لا تعتمد على الكفاءة المهنية بقدر اهتمامها بالثقة عبر العلاقات الشخصية. كما أدرج غياب حقوق حماية شعارات الأندية ضمن أسباب تراجع الاستثمار الرياضي في المملكة، وقال "لدينا تقليد لقمصان وشعارات الأندية عبر متاجر لا تتبع للأندية، فيما 30% من استثمارات الأندية الأوربية تأتي من شعاراتها المتاحة عبر القنوات الرسمية والمحمية بالقانونين العام وحقوق الملكية التجارية". وأرجع المدلج السبب الثالث لغياب الاستثمارات إلى الإعلام الرياضي، مؤكدا أن تسليط تلك الوسائل الضوء على الاقتصادات الرياضية الاستثمارية لا يمثل أكثر من 1% من المأمول، في حين أن اتجاه المضامين الإعلامية الرياضية ينصب على بعض القضايا الفرعية والأخطاء التحكيمية. وجاء حديث المسؤول الآسيوي متزامنا مع افتتاح الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد في جدة أمس منتدى الاستثمار والرياضات الرقمية، الذي تنظمه ديوانية الشباب والرياضة بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة. وذكر المدلج أن صناعة كرة القدم السعودية لا تزال المسيطرة على الخريطة الاستثمارية الرياضية بأكثر من عشرة مليارات ريال، نتيجة زيادة رعايات الأندية وحقوق النقل التلفزيوني، والإعلانات، وفتح منشآت رياضية جديدة، منتقدا عدم وضع خريطة طريق للاستثمارات الرياضية الخارجية التي ترغب في دخول هذه السوق التي تحوي فرصا استثمارية كبيرة، وقال "لا تتوقع أن تأتي الشركات الرياضية الكبرى أو المهتمة بهذا القطاع الاستثماري من دون أن تكون هناك نوافذ رسمية واضحة، ومعلوماتي تشير إلى أن كثيرا من الشركات كانت قاب قوسين أو أدنى من التوقيع، إلا أنه لم يتم للأسف الشديد بسبب غياب المتخصصين الذي يتفاوضون معها". بدوره قال الرئيس التنفيذي للديوانية عبدالله الغامدي إن "الرؤية التي يود المنتدى إيصالها من خلال جلساته، فتح نافذة واسعة للفرص الاستثمارية في السوق السعودية الحيوية في هذا القطاع، إضافة إلى التنوع الكبير في خريطة بيئة الاستثمار الرياضي". وأكد نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة الصناعية والتجارية بجدة مازن بترجي أهمية تعزيز الاقتصاد الرياضي السعودي لأنه قطاع خصب وأن الفرص الاستثمارية الحالية تنتظر رؤوس الأموال التي يمكنها أن تتوسع في هذا المجال، مستشهدا بسوق كرة القدم الأوروبية التي سجلت في عام واحد فقط إيرادات مالية قدرت بأكثر من 17 مليار يورو (85 مليار ريال).