دعا ملتقى الاستثمار بالأندية هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" لمراقبة عمل إدارات الأندية التي تتسبب في إهدار المال العام، وتسهم بصورة غير مباشرة في إعطاء صورة سلبية عن أندية الوطن أمام الجهات والمنظمات الأسيوية والدولية، وقدم الملتقى 12 توصية لمواجهة الأزمة الطاحنة التي تسببت في تأخير رواتب اللاعبين والعاملين لشهور عديدة وتفاقم الأوضاع بصورة غير مسبوقة. وشنّ الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى هجوماً على وكلاء اللاعبين، وقال: يجب أن يقضى عليهم لتجاوزهم عند التفاوض، فبدلاً من أن يأخذ من اللاعب عمولة فقط، أصبح يأخذ من النادي واللاعب، منتقداً الصرف الزائد لدى الأندية على اللاعبين، مشيراً إلى أنه يجب أن تضع الأندية حداً للصرف الكثير، كما يجب أن تكون هناك احترافية والتزام بالدوام، متسائلاً كيف يكون دوام لمدة ثلاث ساعات في اليوم.
وقدَّم الأمير تركي بن خالد الخبير الرياضي والمشرف الأسبق على المنتخب الكروي السعودي وحمود الغبيني نائب الرئيس الأول للاتصال والعلاقات العامة بشركة "موبايلي"، حزمة من الاقتراحات لمساعدة الأندية على تجاوز أزمتها خلال الملتقى الذي نظمته ديوانية الرياضة السعودية مساء اليوم الأربعاء في قاعة صالح التركي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، بحضور عدد من رؤساء الأندية والاتحادات الرياضية والمسؤولين بالاتحاد السعودي لكرة القدم وهيئة دوري المحترفين والمستثمرين وأصحاب الأعمال.
وأوصى الملتقى الذي دشَّنه نائب مجلس إدارة غرفة جدة مازن بترجي، بحضور رئيس اتحاد ألعاب القوى الأمير نواف بن محمد آل سعود ومساعد أمين عام غرفة جدة المهندس محيي الدين بن يحيى حكمي، بضرورة اختيار الكفاءات الإدارية المؤهلة لقيادة الأندية السعودية باحترافية، بعيداً عن المجاملات وإدارات (الفزعة) التي تتسبب في ضياع الكثير من الموارد على لاعبين لا يفيدون فرقهم ولا يقدمون أي قيمة مضافة، وإزالة كل المعوقات التي تقف أمام عقود رعايات الأندية، والوقوف ضد أي تكتلات مشتركة للأندية ضد الشركات الراغبة في الاستثمار.
وأكد "بترجي" خلال تدشينه الملتقى أن الاستثمار الرياضي بات توجهاً عالمياً يهدف إلى زيادة مداخيل الأندية والمنتخبات من عقود الرعاية، والتشجيع على الاستثمار الرياضي لمواجهة النفقات الكبيرة التي تتكبدها الأندية؛ جراء التعاقد مع النجوم والمدربين وتسيير شؤونها، ولا يخفى على أحد في الداخل أو الخارج المشاكل الكبيرة التي تواجهها إدارات الأندية التي لا تملك عقود رعاية في تسيير أمورها، ومواجهة التحديات والاستحقاقات العديدة من أجل توفير الاستقرار للفرق الرياضية وعلى رأسها كرة القدم، وتوفير بيئة صحية تساعد على المنافسة والإبداع وتسهم في تحقيق البطولات وتغذية المنتخبات الوطنية بالمواهب والنجوم.
وشدد على أن حجم الاستثمارات الحالية في المجال الرياضي الذي لم يتجاوز ثلاث مليارات ريال لا توازي السوق المتاحة في المملكة في هذا المجال الحيوي ولا الحراك الكبير المثار في القطاع الرياضي، لاسيما في ظل ارتفاع عقود اللاعبين بشكل كبير على الصعيد العالمي، داعياً إلى ضرورة الاستفادة من تجارب أوربا واليابان وكوريا في هذا الجانب، وتوسيع قاعدة الاستثمارات حتى لا تعتمد الأندية في مداخيلها على أعضاء الشرف أو عائد النقل التلفزيوني.
وأعتبر "بترجي" أن الملتقى يمثل فرصة حقيقية لرؤساء الاتحادات الرياضية التي شاركت في اللقاء لاستثمار الحدث في ظل وجود عدد من مسؤولي الأندية ورؤساء الاتحادات الرياضية وجهاً لوجه مع رجال الأعمال، حيث تم مناقشة المعوقات التي تقف دون دخولهم هذا المجال، مشدداً على أن غرفة جدة شاركت خلال الفترة الماضية بفاعلية في الشأن الرياضي، وعملت على طرح رؤيتها في أهم القضايا التي تُعنى بالاستثمار الرياضي للأندية والمنتخبات، وسيكون حضور عدد كبير من مسؤولي الأندية ورؤساء الاتحادات الرياضية وجهاً لوجه مع رجال الأعمال فرصةً لمناقشة المعوقات التي تقف دون دخولهم هذا المجال.
وقال الدكتور راشد بن زومة الشريك التنفيذي لديوانية الرياضة السعودية: إن التوصيات شملت ضرورة أن يكون هناك أكثر من راعي في كل نادٍ بمبالغ متفاوتة بهدف السماح للعديد من الشركات للدخول في القطاع الاستثماري، مع أهمية أن تكون هناك مرونة في الأسعار تتناسب مع المراحل المختلفة التي تمر بها الأندية، مع وضع الألعاب المختلفة في الاعتبار في مسألة الرعايات، والسعي باحترافية لجلب عقود رعاية لكل لعبة بشكل مستقل، وكذلك في الاتحادات الرياضية.
وأشار إلى أن التوصيات شددت على منح المزيد من الحرية للأندية لاستثمار منشآتها وتنمية مواردها دون أي قيود من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ودعوة المصارف والبنوك والمؤسسات الكبرى إلى الاستثمار في الرياضة بشكل عام، والأندية السعودية على وجه الخصوص، مع تعزيز التوجه العام للمجتمع بتهيئة البيئة المناسبة للاستثمار الرياضي، وتشجيع المستثمرين على الاتجاه نحو الرياضة التي تحوَّلت إلى صناعة كبيرة.
وشملت التوصيات قيام الغرف التجارية الصناعية بدورها كاملاً من حيث إنشاء لجان الاستثمار الرياضي والإسهام في زيادة الوعي لدى أصحاب الأعمال بكل ما يخص الاستثمار الرياضي، وأن تتولى الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجهات المختصة توفير المعلومات اللازمة لاستقطاب المهتمين بالاستثمار في جميع المجالات على أسس واضحة وشفافة.
ولفت "ابن زومة" إلى أن الملتقى- وفق الدراسة التي أجرتها ديوانية الرياضة السعودية ونتيجة الآراء الكثيرة التي طرحها الضيوف- أوصى أيضاً بالإسراع في عملية الخصخصة التي تحمل الكثير من بشائر الخير للأندية حيث ستساعد في قيام بنيان اقتصادي متين قائم على الربح والخسارة، مع توفير الفرصة للقاء المباشر بين المستثمرين وصناع القرار الرياضي من أجل تبادل الأفكار حول سبل دعم وتطوير المناخ الاستثماري وإزالة المعوقات، عبر هذه الملتقيات والندوات والمنتديات.
وقال عبدالله الغامدي رئيس لجنة الاستثمار الرياضي بغرفة جدة: إن الملتقى ناقش عدة محاور رئيسية تتمثل في الخطة الإستراتيجية للمؤسسة الرياضية في الاستثمار الرياضي، أزمة الرعاية في الأندية السعودية، قطار الخصخصة.. ماذا ينتظر؟ الفوائد المرجوة من الاستثمار بالألعاب المختلفة، وأخيراً العوائد المرجوة للعلامة التجارية للمنشأة في الاستثمار مع الأندية، مؤكداً أن ديوانية الرياضة السعودية تسعى منذ انطلاقها بداية العام الميلادي الجاري على جمع الرياضيين على مائدة واحدة لمناقشة أحد قضايا الساعة، وتطرح الرؤى والأفكار البناءة التي تخدم الرياضة السعودية، وتساعد صناع القرار في تحقيق أعلى درجات النجاح.
وأكد أن الملتقى جاء في الوقت المناسب بعد أن ارتفع أنين الأندية السعودية؛ نتيجة الالتزامات المتراكمة التي تسببت في مشاكل وقضايا لبعضها أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، مشيداً بالأفكار والمقترحات العملية التي طرحها ضيوف الملتقى والتفاعل الكبير للرياضيين ووسائل الإعلام مع الحديث.
يذكر أن ديوانية الرياضة السعودية حظيت بمباركة الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، واستضافت في دورتها الأولى محمد النويصر رئيس هيئة دوي المحترفين السعودي والدكتور حافظ المدلج مسؤول التسويق في الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، وكرمت في الدورة الثانية الدكتور خالد المرزوقي رئيس هيئة أعضاء شرف الاتحاد، وحظيت خلال المرتين بمشاركة كوكبة كبيرة من الرياضيين والمهتمين بالشأن الاستثماري في جدة، ورأت أن تسعى في دورتها الثالثة إلى الدخول بشكل أعمق في مشاكل الاستثمار والرعايات داخل الأندية، في ظل التوجه العالمي لزيادة مداخيل الأندية والمنتخبات من عقود الرعاية، والتشجيع على الاستثمار الرياضي لمواجهة النفقات الكبيرة التي تتكبدها الأندية؛ جراء التعاقد مع النجوم والمدربين وتسيير شؤونها.