بعد مرور شهر ونصف الشهر على رحيل العاصفة الثلجية هدى، عادت مجددا بالأمس العاصفة "جنى" التي تمركزت على مرتفعات تبوك في الظهر وعلقان وجبل اللوز. كما ضربت عددا من المناطق الشمالية خاصة في القريات وطريف. وبحسب خبراء الطقس فإن العاصفة التي اجتاحت منطقة تبوك كانت بسبب كتلة هوائية باردة قادمة من سيبيريا، في الوقت الذي استعدت فيه إدارة الدفاع المدني والهلال الأحمر لمواجهة الطوارئ. وأوضح خبير الطقس عيد المضلعاني ل"الوطن"، أن الحالة المناخية تستمر حتى صباح اليوم وبعد ذلك تخف تدريجيا، مشيرا إلى أن الحالة المناخية تصل ذروتها في فترة المساء وتتمركز الثلوج على الظهر وعلقان والزيتة ومرتفعات حقل والشرف وجبل اللوز، وربما تستمر حتى مساء اليوم وصباح الأحد، مرجعا تساقط الثلوج إلى الكتلة الهوائية الباردة من سيبيريا التي أثرت في تركيا وبلاد الشام، وتابع أن هناك فرصة لهطول أمطار خفيفة على حقل، موضحا أن الأجواء ستعود إلى حالتها الطبيعية اعتبارا من الإثنين. يذكر أن إدارة الدفاع المدني بمنطقة تبوك، أتمت استعداداتها خصوصا في المواقع المحتمل تساقط الثلوج عليها بغزارة، حيث تمركزت الفرق في ثلاثة مواقع بمركزي علقان والزيتة ومدخل جبل اللوز. من جهته، دعا المتحدث الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي، الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الأجواء والأخذ بكل أسباب الوقاية والسلامة خصوصا على الطرقات، مؤكدا ضرورة الابتعاد عن جوانب الأودية وأماكن تشكل السيول في المناطق المنخفضة. وكانت عدد من مواقع الطقس حذرت من الذهاب إلى مناطق تساقط الثلج في مرتفعات تبوك ظهر أمس لشدة البرودة إضافة إلى قوة الرياح المصاحبة للعاصفة الثلجية. وذكر المتحدث الإعلامي للهلال الأحمر بتبوك خالد العنزي ل"الوطن" أنه وحتى عصر أمس لم تسجل حوادث أو إصابات على طريق حقل ومرتفعات اللوز وعلقان. كما أعاقت موجة البرد القارسة والرياح السطحية التي ضربت المناطق الشمالية، أهالي طريف والقريات عن الخروج لمشاهدة الزائر الأبيض الذي كان حاضرا على مرتفعات الكثب غربا منذ فجر أمس. ووصلت درجات الحرارة إلى 2 تحت الصفر، الأمر الذي دفع الكثير من السكان إلى ارتداء الملابس الشتوية عقب أن تخففت منها أجسادهم بعد موجة دفء موقتة خلال الأسبوع الماضي. وبدأت بوادر موجة البرد منذ صباح، إذ انخفضت درجات الحرارة فجأة مع رياح شديدة، ووصلت ذروتها أمس وتجمدت المياه في بعض الأنابيب والحدائق والخزانات المكشوفة، وتسببت في هدوء حركة السيارات والمواطنين في محافظتي القريات وطريف في فترات الصباح والمساء، قبل أن تغطي عاصفة رملية سماء طريف وتوقف طريق الشمال الدولي من عابريه، وسط تحذيرات من إدارة الطرق والمرور للمسافرين بسبب انعدام الرؤية الأفقية. واضطر عدد من أهالي بعض المحافظات والمناطق في الشمالية إلى جمع بعض الصلوات ومنهم من أقامها في منزله، وشهدت المستشفيات ارتفاعا واضحا في عدد المراجعين من المواطنين والمقيمين الذين يشكون من أمراض البرد.