أطفالنا أكبادنا على الأرض تمشي، عبارة يعلم معناها كل أب وأم، حيث إنهما يعملان لأجل مستقبل زاهر لهم، ويتفانون في بذل الغالي والنفيس لأجلهم. وبالنظر في الأساليب التربوية للأسر نجد التفاوت واضح المعالم حسب الرؤية التربوية للوالدين ومدى التحصيل الثقافي لهما والمجتمع الذي يعيشان فيه. ومجال حديثي هنا هو أطفالنا والاستخدام الآمن للتقنية التي تتنوع بين الألعاب والإعلام الترفيهي والإنترنت، ذلك البحر الواسع الذي يحوي النافع والضار والغث والسمين، وكان من الأساليب التربوية السابقة منع الأطفال من بعض المواد الترفيهية الإعلامية التي تحوي مشاهد غير لائقة وكان الخيار واحدا وهو المنع. لكن الزمن تغير وسماء الإعلام تعج بأنواع شتى من المواد الإعلامية التي أصبح معها خيار المنع صعب المنال وغير مجد. لكن ينبغي للوالدين أن يزرعوا بذور المبادئ والقيم في نفوس أطفالهم وترك ردهات الزمن لترويها حتى تغدو واضحة المعالم في شخصياتهم مستقبلا، ولا يعني هذا ترك الحبل على الغارب والتنصل من المسؤولية، بل يتوجب بذل الأسباب المتاحة مع مراعاة أن ما تمنعه هنا سيشاهده عند الآخرين، فاعمل على إحاطته بأضراره بأسلوب تربوي أبوي حان متدرج، ليدرك مع الوقت مقصدك وأنها هادمة لمستقبله وغير بانية له، وحاول قدر الإمكان توفير البديل. ومن جهة أخرى نجد أن الألعاب الترفيهية يعكف عليها أبناؤنا الساعات الطوال دون أن يدركوا مضارها على مسالك تفكيرهم ونمو أدمغتهم وعلى طرق التفكير السليم لهم مستقبلاً وتوجهاتهم السلوكية، مع ما لها من أضرار جمة في التحصيل العلمي، حيث تجد بعض الأطفال يعانون عدم التركيز والذهن المشوش وكثرة الحركة والدخول إلى عالم الخيال بشكل صارخ بدون واقعية، مع ما يجده التربويون في المدارس من ضعف التحصيل لدى الطلاب مقارنة بطلاب الماضي الذين كان خيالهم خاليا من هذه الألعاب وينحصر فقط في أداء الواجب المدرسي في المنزل بتفان بعيدا عما يشوش على أذهانهم قوة التحصيل العلمي، ما جعل أداء طلاب الماضي يتفوق على أداء طلاب الحاضر خاصة في أبجديات التعليم المتمثلة في القراءة والكتابة والحساب. فمن الأفضل في هذا الوضع أن يخصص الوالدان وقتا محددا للأطفال كي يمارسوا هواياتهم في مجال اللعب دون تجاوز للوقت المحدد لهم سلفا، ثم يتفرغون للواجبات المدرسية بكل أريحية وإنجاز. وسوف يعتادون على هذا الأمر بعيدا عن المشاكسات. ومن الملاحظ أنك تجد بعض الأطفال بيوتهم تعج بكل ما هب ودب في عالم التقنية من نافع وضار، ولا يوجد لدى والديهم تنقية لهذه التقنية بل في غفلة تامة. وفي نهاية المطاف يشكون من سوء سلوكيات أطفالهم وانحدار مستواهم التعليمي، وهما مكمن الخلل لأنهما لم يقوما بدورهما التربوي بالشكل المناسب. وفي الختام الطفولة هي المرحلة الذهبية والممتعة في حياة كل شخص وبها تحلو الذكريات الجميلة، فاحرص على جعل أطفالك يستمتعون بها بالشكل الملائم والمناسب تربويا بعيدا عن الإفراط والتفريط.