دخل برنامج استيراد الأجهزة الطبية الدقيقة الخاصة بالكشف عن الإصابة بفيروس كورونا نفق التعطيل، وذلك بسبب تأخر الاعتمادات المالية من وزارتي المالية والصحة. مصادر طبية مطلعة على الملف أبلغت "الوطن" أن التغييرات المتتالية في المناصب القيادية في الصحة أخرت اعتمادات مالية كانت معدة ضمن البرنامج الوقائي لمواجهة الفيروس، وكان من المفترض انطلاقه مطلع الشهر الجاري. موضحة أن حل بعض لجان مواجهة كورونا وإيقاف بعض البرامج من وزير الصحة السابق لحين مراجعتها، كانا من أسباب التأخير، لافتة إلى أن الملف من أولويات الوزير الجديد أحمد الخطيب.
تسبب تأخر الاعتمادات المالية من وزارتي المالية والصحة في عرقلة برنامج استيراد أجهزة طبية دقيقة لكشف الإصابات بفيروس كورونا. وعلمت "الوطن" من مصادر طبية مطلعة، أن "التغييرات المتتالية في المناصب القيادية بوزارة الصحة أخرت اعتمادات مالية كانت معدة ضمن البرنامج الوقائي لمواجهة تفشي فيروس كورونا، الذي كان من المفترض انطلاقه مطلع الشهر الجاري، وأن البرنامج لن يتم تنفيذه ويرتبط بدء العمل فيه بوصول أجهزة فحص الفيروس، التي كانت الوزارة تعاقدت مع شركات طبية كبيرة لاستيرادها". وأوضحت أن "تأخر وصول الأجهزة جاء بسبب تعاقب قيادات صحية في وكالات الوزارة والإدارات العامة للأمراض المعدية والإدارات المالية والإدارية وحل بعض لجان مواجهة كورونا، وإيقاف بعض البرامج من وزير الصحة السابق لحين مراجعتها". وذكرت المصادر أن "عرضا أعد للوزير الجديد يتضمن طلب التوجيه حيال تعميد الجهات المختصة باستئناف البرنامج على وجه السرعة وتنفيذ الاعتمادات المالية الخاصة باستيراد الأجهزة"، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات في طور التنفيذ حاليا. وتأتي هذه الإجراءات في الوقت الذي أعلن فيه وكيل وزارة الصحة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد قبل أيام، أن الأسابيع الثلاثة المقبلة ستشهد تزايد الإصابات بفيروس "كورونا"، بسبب تغيرات الأجواء وتقلبها، واصفا هذه الفترة ب"الحرجة"، مؤكدا أن الوزارة وضعت استعداداتها اللازمة للتعامل مع أي حالات متوقعة. وأضاف أن "فريقا من منظمة الصحة العالمية سيزور المملكة اليوم لتقديم إرشادات التعامل مع هذا الفيروس". من جهتها، قالت أستاذ الفيروسات، عضو مجلس إدارة مركز الجينات والأمراض الوراثية إلهام طلعت قطان ل"الوطن" إن "خطة عمل وبرنامج استراتيجي لمواجهة فيروس كورونا سيكونان ضمن مقترحات لإنشاء المركز العلمي لأبحاث مكافحة العدوى ووقاية الصحة العامة، التي تم رفعها إلى وزير التعليم العالي". وأشارت إلى أن "انتشار الفيروسات المسببة للحمى النزفية مثل حمى الخُمرة، والوادي المتصدع، والضنك في منطقتي مكةالمكرمة وجازان تستدعي بذل جهود مضنية، وساعات عمل طويلة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة للسيطرة". وأضافت قطان أنها أعدت وثيقة تنادي بضرورة بناء برنامج متكامل ينتج منه إنشاء مركز وطني متخصص في مكافحة العدوى، وينبثق عنه أقسام للدراسات البحثية للأوبئة، وتعريف الأمراض وأقسام للدراسات البحثية في إنتاج اللقاحات، والأمصال، والمضادات الفيروسية بما يحقق أهداف مواجهة هذه الأخطار. إلى ذلك، أكد استشاري الصحة العامة والأمراض المعدية الدكتور مجدي الطوخي ل"الوطن"، أن هناك خللا يحدث عند استقبال حالات فيروس كورونا يتركز في ثلاث نقاط هي التطهير والعزل والوقاية، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية أصبحت عاملا مهما في التأثير سلبا وإيجابا في عدد حالات العدوى به بين الأشخاص. وشدد على أهمية ارتداء الجهاز الواقي من العدوى عند مباشرة المريض، وتعقيم أماكن وجود المرضى، وعزل المصابين، إضافة إلى توفير كواشف بمختبرات وزارة الصحة عالية التشخيص، مؤكدا أن تلك الخطوات ستمنع انتقال العدوى بين المرضى والأطباء أو الممارسين في المستشفيات. إلى ذلك، سجلت وزارة الصحة أمس خمس إصابات جديدة بفيروس كورونا، وذكرت في بيان على الموقع الإلكتروني أن اثنين من الإصابات في الرياض، وواحدة في كل من جدة والجوف والخبر. وبذلك يرتفع عدد الإصابات الكلي إلى 891، توفي منهم 372. .. وتخصيص مجمع عبدالله للحالات المؤكدة بجدة جدة: نجلاء الحربي خصصت الشؤون الصحية في محافظة جدة جزءا من خدمات مجمع الملك عبدالله الطبي لاستيعاب الحالات المؤكدة من المصابين بفيروس كورونا. وأوضح مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور مبارك حسن عسيري، أنه تم الاتفاق مع وزارة الصحة ممثلة في مركز القيادة والتحكم على الاستفادة من مجمع الملك عبدالله الطبي في تقديم الرعاية الصحية الطبية المطلوبة للمصابين بفيروس كورونا، نظرا لما يتمتع به من إمكانات طبية عالية. وأفاد أنه تم تخصيص جزء من خدمات المجمع للتعامل مع الحالات المؤكدة بالفيروس، مع الاستمرار في خطة التشغيل المعدة للمجمع وفق الخطة المرسومة والمعدة سابقا، على أن تستقبل قيام جميع المستشفيات في المحافظة الحالات المشتبه بها، وبناء على ذلك ستحيل جميع الإصابات المؤكدة إلى المجمع، مع استمرار الاحتياطات اللازمة في هذا الخصوص بجميع مستشفيات محافظة جدة.