استقبل مستشفى الملك فهد العام بجدة أكثر من 10 حالات مصابة بفيروس "كورونا" منذ مطلع الشهر الحالي، نتيجة ارتيادهم مقاه لتدخين "الشيشة"، حسبما أكد ذلك ل"الوطن" مصدر مطلع في المستشفى. وأضاف المصدر أن هؤلاء المرضى أفصحوا عن ترددهم على بعض المقاهي المنتشرة في المنطقة الصناعية في جدة، وأثناء ذلك أصيبوا بالفيروس نتيجة ملامسة مبسم الشيشة، خاصة وأن معظم المقاهي لا تستبدل "الليات" و"المباسم"، مما يساعد على انتشار العدوى بين الزبائن. من جهتها، وجهت أمانة جدة لجانا للتفتيش على المقاهي المنتشرة في المناطق الصناعية للتأكد من تطبيقها الاشتراطات الصحية أثناء تقديم "الشيشة" للزبائن، بعد أن تم الإبلاغ عن إصابة عدة أشخاص بفيروس كورنا بعد ارتيادهم لتلك المقاهي. في المقابل، أكد مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود ل"الوطن"، عدم وجود ما يثبت أن فيروس كورونا ينتقل عن طريق تدخين الشيشة، نافيا أن تكون هناك حالات تم استقبالها في مستشفيات جدة أصيبت بالفيروس عن طريق المقاهي. في الوقت نفسه، أكد استشاري الأمراض المعدية والصحة العامة الدكتور مجدي الطوخي أن "المقاهي قد تكون أحد سبل نقل عدوى كورونا إلى مرتاديها، في حال استخدم أحد المصابين بالفيروس "الشيشة" دون أن يتم تغير المبسم الخاص بها، ففي هذه الحالة ينتقل الفيروس من المصاب إلى السليم الذي يستخدم هذه الشيشة فيما بعد، مما يجعل الشيشة أحد أسباب نقل العدوى بين الأشخاص"، مشيرا إلى أن فيروس كورونا لا يظهر مباشرة على المصاب، وأن فترة حضانته من 7 إلى 14 يوما، حسب قوة مناعة الشخص. من جهته، أكد المتحدث الرسمي لأمانة جدة محمد البقمي، أن "الأمانة قامت بجولات تفتيشية موسعة على المقاهي المنتشرة في جدة، للتأكد من أنها تتبع الاشتراطات الصحية، وفي حال عدم تطبيقها للتعليمات يتم توقيع العقوبات الصارمة والرادعة عليها حفاظا على صحة المرتادين". من جانبه، التقى وزير الصحة المكلف المهندس عادل بن محمد فقيه، أمس، وفداً من الوكالة الفيدرالية الأميركية "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، في إطار جهود وزارة الصحة في المملكة لمكافحة فيروس "كورونا" وتبادل المعلومات والخبرات للحد من انتشاره. قال وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه: "تنسق وزارة الصحة مع عدد من الجهات والمنظمات العالمية في جهود احتواء ومواجهة خطر انتشار فيروس كورونا في المملكة وحول العالم، وفي هذا الإطار نقوم بتبادل المعلومات، والخبرات، ونتائج الأبحاث، والتجارب، وأفضل الممارسات التي اكتسبتها الكوادر الطبية والصحية السعودية أولاً بأول مع تلك الجهات." وأوضح المتحدث باسم وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن الفريق سيجري بالشراكة مع المختصين في المملكة المزيد من البحوث العلمية حول الفيروس، وطرق انتشاره. إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة أمس تسجيل ثلاث إصابات جديدة، وثلاث وفيات، وأوضح بيان للوزارة تسجيل إصابة في الرياض وحالتين في جدة، أما الوفيات فكانت حالة في جدة، وحالتين في الرياض، وبذلك يرتفع عدد المصابين إلى 483 والوفيات إلى 142. في الوقت نفسه، طالبت وزارة الزراعة، مربي وملاك الإبل، والمخالطين لها بتوخي الحيطة والحذر، واتخاذ الإجراءات الصحية المناسبة، وعدم الاقتراب المباشر منها أكثر مما تستدعيه الحاجة، مع الالتزام بالاحتياطات الصحية اللازمة، تفاديا لانتقال فيروس "كورونا". وقالت الزراعة في بيان لها أمس، إن تحذيرها جاء بناء على خطاب تلقته من وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه، يحذر خلاله من إمكانية وجود فيروس "كورونا" في الجهاز التنفسي لدى "الإبل". وشددت الزراعة على "ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، ولبس كمامات تنفسية واقية عند التعامل مع الإبل، بالإضافة إلى غسل اليدين بالصابون قبل وبعد ملامستها، واستحسان لبس قفازات واقية، وبالأخص في حالات الولادة، والتعامل مع الحالات المريضة أو النافقة". دعوة "منابر الجمعة" للتوعية ب"الفيروس" المدينةالمنورة: سعد الحربي طلبت وزارة الصحة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الاستعانة بأئمة المساجد، لتوعية المصلين بفيروس كورونا، وكيفية الوقاية منه، وذلك في إطار حملاتها التثقيفية والتوعوية التي انطلقت منذ فترة، وتركز على الاستفادة من أماكن تجمع المواطنين، والمقيمين، وكذلك الزوار. وقال المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة عبدالرزاق حافظ ل"الوطن"، إن "الشؤون الصحية بدأت حملاتها التوعوية والتثقيفية للمواطنين من خلال نشر الوسائل الإرشادية، وعرض الأشرطة التوعوية المتلفزة في المستشفيات، والأماكن العامة، وحرصا منها على نشر التوعية في أماكن تجمع المواطنين، خاطبنا الجهات المعنية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للاستفادة من أئمة المساجد في التوعية من الفيروس، من خلال خطب الجمعة، والمحاضرات التي تقام في المساجد بعد صلاة العصر.